لبنان

برّي ملتزم بمهلة الـ15 يوماً... وتحدٍ صحي يستدعي الاستنفار

برّي ملتزم بمهلة الـ15 يوماً... وتحدٍ صحي يستدعي الاستنفار

ما تزال الضبابية هي المسيطرة على المشهد السياسي بعد الانتخابات النيابية، وما زال كل فريق من القوى السياسية التي أفرزتها الانتخابات يدفع باتّجاه تحسين موقعه في التركيبة المجلسية الجديدة، خاصةً وأنّ المجلس المنتخب يضمّ بين صفوفه ٦٠ نائباً جديداً من بينهم ١٥ نائباً من الوجوه التغييرية، و٦٨ نائباً أعيد انتخابهم. وهذا يؤشّر إلى أنّ صورة التحالفات غير واضحة حتى الساعة. وبانتظار أن يحدّد الرئيس نبيه بري موعد جلسة انتخاب رئيس، ونائب رئيس، وهيئة مكتب المجلس، تبقى الصورة غير واضحة، وهذا ما أشار إليه عضو كتلة التنمية والتحرير، النائب قاسم هاشم، معتبراً أنّنا أمام مرحلة جديدة مع مجلس فيه هذا التنوّع والتغيير بهذا المستوى.

هاشم، وفي حديث مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية قال: "مهما كان، لا بد أن يكون هناك رؤية جديدة لما قد يحمله هذا المجلس من تنوّع في تكوينه"، ناقلاً عن الرئيس بري التزامه بمهلة الـ١٥ يوماً التي ينصّ عليها النظام الداخلي لمجلس النواب لتحديد جلسة انتخاب رئيس المجلس، ونائب رئيس، وهيئة المجلس، مضيفاً "طبعاً سيكون هناك دعوة ضمن هذه المهلة لأنّ الأمور لا تحتمل الاستمرار بمرحلة السجال والخطاب السياسي العالي النبرة. وإذا كانت نسبة الانتصار فرضت على البعض هذا الخطاب لا بد من العودة إلى الرويّة والحكمة، لأنّ خطورة ما يتعرّض له البلد تتطلب التعاطي بحكمة ومسؤولية أمام الأزمات المستعصية التي نمرّ بها".

وعن موعد تحديد هذه الدعوة، لفتَ هاشم إلى أنّ ذلك يتوقف على بعض الاتصالات التي يقوم بها بري لتأتي الأمور بنوعٍ من المرونة. وهذا أمرٌ طبيعي في ظل هذه التركيبة القائمة، ومن الضروري أن تأخذ الأمور مداها الطبيعي.

وفي ما يتعلق بنائب رئيس المجلس، أشار إلى أنّ الاتصالات، كما هو معروف، تجري مع القوى السياسية التي لديها رغبة في ترشيح أعضائها. فهذه القوى لا بدّ أن تقوم بدورها باتصالات مع الفرقاء والمكوّنات السياسية لطرح أفكارهم لهذا الترشيح، وهذا أمر طبيعي. لكن الصورة لم تتبلور بعد حول المرشّحين النهائيين لموقع نائب الرئيس، وممكن أن يكون هناك مرشحاً أو أكثر.

على صعيد آخر، تكبر المخاوف من وصول عدوى "جدري القرود" إلى لبنان في ظل الانتشار العالمي الكبير له، وقد أكّد طبيب الأمراض الجرثومية في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، البروفسور الياس أبي حنّا، أنّ معلومات وزارة الصحة هي عدم وجود أي حالة في لبنان، وأنّ الوزارة بدأت بتزويد اللبنانيين بمعلومات دقيقة حول انتشار هذا المرض، مضيفاً: "من المؤكّد أنّه غير موجود في لبنان".

أبي حنا، وفي اتصالٍ مع "الأنباء" الإلكترونية، أفاد أنّ جدري القرود هو فيروس موجود بوسط أفريقيا، مذكّراً أنّه في العام ١٩٧٠ تمّ تسجيل حالات من هذا النوع التي عادت واختفت سنة ١٩٧٩، مشيراً إلى أنّ هذا الوباء ينتج عادة عن طريق الاحتكاك بين البشر والحيوانات.

وقال: "في العام ٢٠١٣، تمّ تسجيل عدد من هذه الحالات في أميركا انتقلت إليها من أفريقيا، لكن لم تحصل وفيات. والغريب اليوم ظهور هذه الحالات في عدة دول من بينها أوروبا وكندا، وأول ظهوره في بلجيكا واسبانيا. وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية فإنّه ينتقل عن طريق الاحتكاك المباشر، ومن الممكن انتقاله إلى الحيوانات فيستوطن البلد الموجود فيه".

تحدٍ صحي يستدعي الاستنفار، ولا بدّ من أخذه بعين الاعتبار تحسّباً لأي طارئ، خاصةً وأنّ ظروف البلد من كل الجهات لا تسمح بالاستهتار بأي خطر صحي، وسيكون أكبر من قدرة الدولة على مواجهته هذه المرة.

جريدة الأنباء الالكترونية

يقرأون الآن