يتزايد الحديث داخل الأروقة الإيرانية الرسمية والدبلوماسية وحتى العسكرية حول أن منطقة غرب آسيا، وبخاصة منطقة الشرق الأوسط فيها، تمر في مرحلة دقيقة وكثيرة الحساسية نتيجة حال الانتظار الذي يشبه انعدام الوضوح في الرؤية لما ستكون عليه الأمور نتيجة المرحلة الانتقالية التي تمر بها عملية اتخاذ القرار في الإدارة الأميركية.
إيران ليست خارج دائرة هذا الانتظار، وقد تكون في مركز الاهتمام والمعنية أكثر من غيرها بتداعيات هذا الانتقال، وما قد يحمله من تداعيات من خارج التوقعات قد تضعها في مواجهة أخطار وجودية وكبيرة.
وعلى رغم هذا الاعتقاد فإن قراءة إيرانية تعتقد أن المرحلة الانتقالية الأميركية، وصولاً إلى تسلم الرئيس الجديد مهماته الرئاسية في البيت الأبيض، عليها التعامل مع حقائق جديدة تختلف عما أسست له خلال ولاية دونالد ترامب الأولى، وما أسهمت به سياسة الحصار القاسي الذي اتبعته ضد إيران وتركتها على حافة الانهيار، نتيجة تفاقم الأزمات الداخلية والتراجع الاقتصادي والمالي الناتج من العقوبات التي فرضت عليها.
وأول وجوه الاختلاف بين إيران في نهاية عهد ترامب الأول وبداية عهده الثاني ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تطورات أمنية وعسكرية نتيجة المواجهة المفتوحة القائمة بين إسرائيل، الحليف الأول والأهم والإستراتيجي للولايات المتحدة، وبين القوى التي تدور في الفلك الإيراني أو تشكل الأذرع الإقليمية للمشروع الإيراني، أو ما يمسى "محور المقاومة".
وعلى رغم اعتقاد هذه الأوساط بأن إدارة ترامب الجديدة لن تكون قادرة على العودة لممارسة السياسات والإستراتيجيات التي اعتمدتها في السابق تجاه إيران من حصار وزيادة وتيرة العقوبات المترافقة مع تعطيل كل إمكانات الحصول على المصادر المالية، والتي أدت إلى تراجع صادراتها النفطية إلى ما دون 400 ألف برميل يومياً، فضلاً عن حرمانها عائدات تجارتها الخارجية المالية وبخاصة في قطاع الطاقة، فإن صعوبة العودة لمثل هذه السياسات لا يعني، وبحسب اعتقاد هذه الأوساط، أن إيران ونظامها وحكومتها ستكون بعيدة من التأثيرات السلبية لأي موقف أميركي يدخل في دائرة تصعيد الضغوط ضدها، على خلفية الأحداث والتطورات الإقليمية التي لا تختلف أهميتها وحساسيتها مع اختلاف الإدارة في البيت الأبيض.
اندبندنت عربية