هل عادت مفاوضات الرئاسة إلى النقطة الصفر؟ بعد خروج المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، من السباق إلى قصر بعبدا، وخرج معه عرابه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من المعادلة الرئاسية؟ عادت الأمور إلى المربع الأول، والكرة الآن في ملعب ثنائي أمل- حزب الله ورئيس التيار جبران باسيل، ليسمّوا مرشحاً جديداً، وبناء على هذه التسمية تحدد المعارضة موقفها، ولكل مرشَّح من الثنائي مَن يقابله من المعارضة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، إذا تمسك الثنائي بالمرشح سليمان فرنجية، رئيس تيار المردة، فإن المعارضة جاهزة لتسمية مرشح عالي السقف وفق ما ورد في "نداء الوطن".
التعويل على الاجتماع النيابي غداً والذي سيضم أكثر من عشرين نائباً، والسؤال الذي يُطرَح في ما خص هذا الاجتماع: ما هو المنحى الذي سيتخذه؟ وأي اتجاه رئاسي سيسلك بعد خروج اللواء البيسري من السباق الرئاسي؟ فأين سيضعون أصواتهم في هذه الحال؟ وماذا بعد تعديل المسار عن تأييد البيسري؟
يُسجَّل في هذا الإطار أن الموفد السعودي يزيد الفرحان التقى في منزل السفير السعودي في اليرزة رئيسي الحكومة السابقين فؤاد السنيورة وتمام سلام، وكان لافتاً جداً مشاركة النائبة السابقة بهية الحريري في اللقاء، ما اعتبره مراقبون رسالةً في أكثر من اتجاه.
في معرض حركة الموفد السعودي قبل أن يغادِر بيروت عائداً الى المملكة حيث شارك في اجتماع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والموفد الأميركي الى لبنان آموس هوكستين في الرياض، وتناول اللقاء التطورات الإقليمية الراهنة، بما فيها التطورات على الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها، اعتبرت مصادر سياسية مخضرمة أن الأسلوب الذي اعتمده الموفد السعودي، ولا سيما في لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، يُعتبَر ضربة معلم، لأنه، من جهة، أراد كشف كل الأوراق، ومن جهة ثانية، قطع الطريق على المناورة التي يمكن أن يعتمدها الرئيس بري، فمن خلال تسميته العماد جوزيف عون، فإنه أراد قطع الطريق على كل الاجتهادات والتحليلات والتوقعات، فبعد هذه التسميات، فإن الحرج سيكون سيد الموقف بعد إبلاغ المملكة رداً سلبياً من الثنائي الشيعي، فهل يتحمَّل لبنان نكسةً بهذا الحجم في العلاقات اللبنانية -السعودية؟ وهل تكون المملكة التي رعت اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب، منذ أربعة وثلاثين عاماً، مستبعدة من التسوية المزمع التوصل إليها بالتزامن مع انتخاب رئيس للجمهورية؟
ماذا عن التهويل الذي سجله رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا؟ مصادر عليمة اعتبرت أن عدم وضع الفيتو على العماد عون يأتي في إطار الاستهلاك الإعلامي ليس إلا، وتعتبر هذه المصادر أن الموقف الذي يعوَّل عليه بالنسبة إلى الثنائي، هو الذي يصدر عن رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.
الحاج صفا كان جهر بالفيتو على رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، فاعتبر أن الفيتو الوحيد بالنسبة لنا هو على سمير جعجع لأنه مشروع فتنة وتدميري في البلد.
هذا الموقف استدعى جملة من الردود على صفا من باب أن زمن الهيمنة ولّى وزمن بدعة تصنيف الناس ذهب إلى غير رجعة:
عضو تكتّل الجمهورية القوية النائبة ستريدا جعجع خاطبت وفيق صفا، فكتبت:
أين الفتنة لدى سمير جعجع؟ هل باستقبال بيئتكم الحاضنة في عقر دار القوات اللبنانية وفي معاقلها من بشري ودير الأحمر إلى سائر مناطق جبل لبنان؟ هل التدمير هو عند سمير جعجع، أم بسيطرتكم على البلد وتهشيل الاستثمارات منه وضرب علاقاته مع محيطه العربي، وبحروبكم العبثية التي قضت على البشر والحجر في العام 2006 وفي حرب الإسناد!؟ هل سمير جعجع مشروع حرب في البلد؟ أم اغتيال رفيق الحريري وسائر شهداء ثورة الأرز هو التجسيد الصريح لحربكم التي أعلنتموها على أحرار البلد. كما كانت ردود من النواب رازي الحاج والياس الخوري وشوقي الدكاش وغياث يزبك وجهاد بقرادوني وغادة أيوب.
مصادر سياسية توقفت عند الكلام الإنفعالي الذي صدر عن الحاج وفيق صفا لجهة حديثه بلهجة لا تجرّبونا ونحن على بعد أمتار من المطار.
النائب أشرف ريفي، رجح انتخاب العماد جوزيف عون بنسبة تبلغ 80%. وكشف ريفي، في تصريح لقناة الحرة، أن لقاء قريباً سيجمع قائد الجيش جوزيف عون ورئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع. وأشار إلى أنه لم يُطرح اسم رئيس الحكومة المقبلة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه لن يكون من الطبقة الفاسدة الماضية، على حد تعبيره بحسب "نداء الوطن".