أكدت مصادر "العربية" و"الحدث"، الأحد، انسحاب القوات الإسرائيلية من مبنى المحافظة والقصر العدلي بمدينة القنيطرة السورية.
وأكد ناشطون أن إسرائيل احتلت، منذ سيطرة إدارة العمليات العسكرية على البلاد، 23 بلدة وقرية ومنطقة محاذية لخط وقف إطلاق النار في القطاعين الشمالي والجنوبي من المحافظة، إضافة إلى "سد المنطرة" المزود الرئيس للمياه في القنيطرة وأريافها، في انتهاك سافر لاتفاقية "فك الاشتباك" لعام 1974.
وتواصلت القيادة السياسية السورية الجديدة في سوريا مع قنوات دبلوماسية معينة والأمم المتحدة ودول عربية وإقليمية، لإرغام الجيش الإسرائيلي على الخروج من المناطق التي توغل إليها مؤخراً في جنوب سوريا.
يشار إلى أنه بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اتخذ مواقع في المنطقة العازلة (بلغت أكثر من 10 مواقع) بمرتفعات الجولان المحتل، التي تفصل بين المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية والسورية منذ عام 1974.
وسرعان ما توغلت قواته لاحقاً في عدة مناطق ونقاط بمحيط تلك المنطقة العازلة. كما سيطرت لاحقاً على الجانب الشرقي من جبل الشيخ.
فيما زعم رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، أن هذا الإجراء مؤقت وذو طبيعة دفاعية يهدف إلى كبح التهديدات المحتملة لبلاده من الجانب السوري.
لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن القوات ستبقى هناك حتى تحصل إسرائيل على ضمانات أمنية على الحدود، بينما تخوف العديد من السوريين في المنطقة من أن يكون هذا التوغل احتلالاً دائماً.
وفي 8 كانون الثاني/يناير، أفادت مصادر بتوغل إسرائيلي في موقع "التلول الحمر" بريف القنيطرة الشمالي، كما نفذت إسرائيل عمليات تجريف باستخدام جرافات ودبابات ميركافا وعشرات الجنود.
وكانت القوات الإسرائيلية قد توغلت قبل ذلك بأيام أيضاً في مدينة البعث بريف القنيطرة، لتبلغ مساحة توغلها في المنطقة نحو 8 كيلومترات.
ويوم 11 يناير، دخل الجيش الإسرائيلي الجهة الغربية لقرية المعلقة في القنيطرة، حسب تقارير سورية. وقام الجيش الإسرائيلي بشق طريق من الحدود داخل الأراضي السورية.
وواجه الجنود الإسرائيليون في بعض القرى بالقنيطرة مظاهرات شعبية رافضة، كما حصل في قرية "السويسة"، حيث أطلق الجنود الرصاص الحي بشكل مباشر على المتظاهرين وأصابوا 7 مدنيين.
وأكد سكان أن الجيش الإسرائيلي يقوم بإنشاء قواعد عسكرية في كثير من المناطق التي احتلها في المنطقة العازلة.
وخلال عمليات التوغل، عمل الجنود الإسرائيليون على تجريف الأراضي الزراعية وشق طرق ترابية وقطع الأشجار وهدم وتخريب الكثير من المنازل والبنى التحتية، عدا عن الاعتقالات والانتهاكات بحق المواطنين السوريين.
يذكر أن مساحة هضبة الجولان تبلغ 1860كلم، احتل منها الجيش الإسرائيلي 1250كلم في أعقاب حرب يونيو عام 1967.
وبعد حرب السادس من أكتوبر عام 1973، وحرب الاستنزاف التي تلتها، وتوقيع اتفاقية "فض الاشتباك" في مايو عام 1974، استعادت سوريا 100 كلم من المناطق المحتلة.
وبموجب اتفاقية "فض الاشتباك" تم إنشاء منطقة عازلة في هضبة الجولان على الحدود بين سوريا وإسرائيل، وانتشرت فيها قوات الأمم المتحدة (أندوف) لمراقبة وقف إطلاق النار.