دولي

قلق إسرائيلي من مفاوضات أميركية مع "حماس".. وترامب يدافع

قلق إسرائيلي من مفاوضات أميركية مع

أخذت العلاقة بين إسرائيل وحليفتها الأقرب في العالم الولايات المتحدة الأميركية ‏منحى التوتر مجدداً، إذ برزت مخاوف شديدة لدى تل أبيب بشأن مفاوضات سرية ‏مباشرة (دون وسطاء) تجريها إدارة ترامب مع حركة حماس في خضم حرب ‏دامية تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، فيما دافع ‏ترامب عن مساع إدارته من وراء هذه المفاوضات مؤكداً أنها "لمساعدة إسرائيل".‏

وأكدت المصادر أن القلق الإسرائيلي حول المفاوضات السرية التي أجرتها ‏واشنطن مع حركة حماس، ظهرت معالمه جلية في إطار حديث بين رون درمر، ‏أحد المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمبعوث الأمريكي ‏الخاص بشؤون الرهائن آدم بوهلر، إذ إن بويلر عبر عن اعتراضه الشديد على ‏المفاوضات التي جرت دون موافقة إسرائيل.‏

ولفتت المصادر أن تلك المكالمة جرت بعد عدة ساعات من لقاء بوهلر في الدوحة ‏مع خليل الحية أحد كبار القادة في حماس ورئيس فريقها المفاوض.‏

وأكدت أن مساعدي ترامب تواصلوا مع مسؤولين إسرائيليين في أوائل فبراير حول ‏إمكانية الانخراط المباشر مع حماس، ولكن الإسرائيليين نصحوهم بعدم القيام بذلك ‏خاصةً دون شروط مسبقة، ولكن إسرائيل اكتشفت من خلال قنوات أخرى أن ‏الولايات المتحدة كانت تمضي قدماً على أي حال في إجراء تلك المفاوضات.‏

لماذا المفاوضات؟

وكشف الموقع الأميركي أن المفاوضات تركزت على إعادة الرهينة الأميركي ‏عيدان ألكسندر (21 عاماً) وجثث الرهائن الأميركيين الأربعة المتوفين، وهو جزء ‏من مهمة بوهلر كمبعوث للرهائن، موضحة أن مثل هذه الصفقة كانت ستقطع ‏شوطاً طويلاً مع ترامب الذي سيضغط بعد ذلك من أجل التوصل إلى اتفاق أوسع ‏نطاقاً يمكن أن يتضمن هدنة طويلة الأمد، وممراً آمناً لقادة حماس إلى خارج غزة، ‏وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، وإنهاء الحرب فعلياً.‏

وبحسب الموقع فإن ترامب ومستشاريه كانوا يأملون بتحقيق انفراجة قبل خطابه ‏الأقدم أمام الكونغرس، لكنهم وجدوا أن رد حماس غير كافٍ.‏

من جانبه، تجنب نتنياهو انتقاد الرئيس ترامب علناً منذ أن كشف موقع أكسيوس ‏عن المحادثات غير المسبوقة بين الولايات المتحدة وحماس الأربعاء، واكتفى ‏بالقول إن إسرائيل أوضحت رأيها للولايات المتحدة.‏

رفض من بايدن

وأوضح أكسيوس أن عائلات الرهائن الأميركيين ضغطوا على إدارة بايدن لأشهر ‏من أجل التحدث مباشرة مع حماس والحصول على صفقة منفصلة (بعيداً عن ‏إسرائيل) لتحريريهم، إلا أن إدارة بايدن لم تعتقد أن مثل هذه المحادثات ستسفر ‏عن نتائج، بل إنها كانت تثير القلق بشأن إضفاء الشرعية على حماس، التي ‏تعتبرها الولايات المتحدة جماعة إرهابية.‏

ونقل الموقع عن مسؤول سابق شارك بشكل مباشر في مفاوضات بايدن مع غزة، ‏قوله: "إن البيت الأبيض أجرى بالفعل محادثات، حيث تحدث مسؤول أميركي مع ‏مسؤولي حماس حول إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن الأميركيين، ولكن ‏بحسب "أكسيوس" فإن هذه المفاوضات لم تسفر عن أي شيء لأن ما أرادته حماس ‏هو وقف إطلاق النار والأسرى الفلسطينيين، وكان الأمر بيد إسرائيل وليس بيد ‏أمريكا، موضحاً أن إدارة ترامب اتبعت نهجاً مختلفاً، حيث كانت تأمل بالحصول ‏على تنازلات من حماس في مقابل الإفراج عن الرهائن.‏

والأربعاء، أكد مسؤول في حماس إجراء اتصالات مباشرة مع الولايات المتحدة، ‏تناولت الإفراج عن رهائن أمريكيين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة.‏

ترامب يدافع عن موقف أميركا

من جانبه أكد دونالد ترامب، الخميس، إن إدارته تجري محادثات مع حركة ‏‏"حماس" لإطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا في غزة، وقال للصحفيين في البيت ‏الأبيض: "نجري محادثات مع حماس، ونحن نساعد إسرائيل في تلك المناقشات، ‏لأننا نتحدث عن الرهائن الإسرائيليين، ونحن لا نفعل أي شيء فيما يتعلق بحماس، ‏نحن لا نعطي أموالاً"، وتابع: "عليك التفاوض، وهناك فرق بين التفاوض ودفع ‏الأموال، نريد إخراج هؤلاء الناس".‏

وعندما سُئل عن الإجراءات الإضافية التي يمكن للولايات المتحدة اتخاذها إذا لم ‏تطلق حماس سراح الرهائن المتبقين، رد ترامب: "سوف تكتشفون ذلك"، لكنه ‏أضاف أن "شخصاً ما سوف يضطر إلى أن يكون أكثر خشونة مما يتعرض له إنه ‏لأمر مخز".‏

وكان ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، كشف أن ‏المحادثات التي أجراتها بلاده مع حركة "حماس" كانت بشأن إطلاق سراح ‏الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة.‏

يقرأون الآن