بداية القلق الإسرائيلى مِن ترامب!

آخر مفاجآت ترامب للعالم كله، والمُرَجَّح أنه لم يَستثنِ إسرائيلَ منها، أن ممثلاً لإدارته يُجرِى مع حركة حماس مفاوضات سرية مباشرة منذ أسابيع بالدوحة! وهذه سابقة لم تَقُمْ بها أى إدارة أمريكية من قبل، منذ أن صَنَّفَت أمريكا رسمياً (حماس) بأنها (منظمة إرهابية) عام 1997! وقد أكَّد البيتُ الأبيض الخبر، وأضاف أن للمبعوث الأمريكى صلاحيات كاملة للتفاوض المباشر مع (حماس). أما مكتب نيتانياهو فقد حرص، فور بثّ الخبر، على الإسراع بإصدار بيان يقول إن إسرائيل على علم بالتفاصيل منذ بدأت المفاوضات، وإنها أبدت فى وقتها ملاحظات للجانب الأمريكى. دون أن يشير البيان إلى هذه الملاحظات! إلّا أن مصادر إسرائيلية نفت علمهم المسبق، وأعربت عن قلق إسرائيل من نتائج مفاوضات لا تشارك فيها، برغم أنها تدخل فى أخصّ خصوصياتها! لأن إسرائيل تعوَّدت مع كل الإدارات الأمريكية السابقة أن تكون هى المرجع فى مثل هذه الخطوات!

تقول الأخبار الأولية: إن المفاوضات، بين أمريكا وحماس، تركز على الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس الحاملين للجنسية الأمريكية، وقيل إنها تتناول كل الأسرى، وقيل إنها تتوسع إلى وقف ممتد لإطلاق النار، وقيل بل وقف دائم، وربما تتناول ما هو أبعد. وفى كل الأحوال، فهناك ما يشير إلى عدم حسم اتفاق على أىٍ مما تُردِّده الأخبار، بدليل أن ويتكوف، المفاوض الأمريكى الرئيسى المختصّ بالملف، قرَّر إرجاءَ قدومه إلى المنطقة، فيما فُسِّر بأنه شخصياً فى انتظار التوصل إلى اتفاقات يمكنه إعلانها كإنجاز لإدارة ترامب.

أهم ما يمكن استخلاصه، وفق ترجيح استبعاد أمريكا للتشاور مع إسرائيل فى هذه الخطوة، هو أن ترامب لا يهتم بمشاركة أحد، حتى من حلفائه المقربين، حتى فى الأمور الكبرى التى هم أطراف فيها، وقد فعلها مع الأوربيين، وخاصة أوكرانيا، بخصوص اقترابه من إبرام تسوية كبرى مع روسيا، تتجاوز حدود أوكرانيا وقضايا أوروبا. وأما عن التفاوض مع (حماس)، فقد أعلن ترامب عدة مرات أنه أرسل لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنجاز المهمة. وهذا يُبَرِّر له أن يتدخل مباشرة ما دام أن إسرائيل عجزت عن الإنجاز.

الأهرام

يقرأون الآن