سوريا

محاولات لزعزعة أمن سوريا مستمرة.. حزب الله يفتعل اشكالاً حدودياً

محاولات لزعزعة أمن سوريا مستمرة.. حزب الله يفتعل اشكالاً حدودياً

عاد ملف الوضع على الحدود بين لبنان وسوريا الى الواجهة مجددا بعد التحرك المريب الذي قام به "حزب الله" في قرية الفاضلية، حيث قتل بطريقة وحشية ثلاثة جنود سوريين بعد أن تسلل عدد من المسلحين الى داخل الأراضي السورية.

هذا الهجوم المستغرب طرح علامات استفهام كبيرة خصوصا بعد أن نجحت دمشق والرئيس أحمد الشرع في إخماد الفتنة التي حاولت إيران وفلول نظام الأسد تنفيذ في مناطق الساحل السوري.

من الأسئلة المشروعة اليوم، هي ماذا يريد الحزب من سوريا، وهل لو يستطع بعد تقبل خسارته العظيمة في سوريا؟

من الواضح أن سوريا كانت العمق الاستراتيجي الأهم لإيران، وفقدان السيطرة عليها يُشكل ضربة قوية لاستراتيجيتها الإقليمية. فسوريا هي الممر الأساسي برياً الذي يسمح لطهران بتزويد "حزب الله" بالسلاح، وتعزيز نفوذها في المنطقة عبر التمويل، وحتى من خلال تجارة المخدرات مثل "الكبتاغون"، الذي كان يُصنع في سوريا ويمثل مصدر دخل مهم لتمويل أنشطتها، ما يجعل خسارة سوريا خسارة كبرى للنظام الإيراني، ولهذا لن تسمح طهران بوجود استقرار حقيقي في سوريا، لأن استقرارها لا يخدم مصالحها، ويهدد نفوذها الإقليمي.

كما أن الوجود الإيراني في المنطقة مبني على خلق الفوضى وعدم الاستقرار، لأنه كلما استقرت الأوضاع في الدول المجاورة، زادت الضغوط على الداخل الإيراني، ما قد يؤدي إلى نقل المعركة إلى داخل إيران نفسها. لذلك، من المتوقع أن تواصل إيران محاولاتها لإعادة فرض نفوذها في سوريا، سواء من خلال الميليشيات التابعة لها أو عبر عرقلة أي حلول سياسية حقيقية.

ولطالما اعتمدت إيران على الميليشيات التابعة لها في سوريا ولبنان وأذرعها في سوريا لتنفيذ أجندتها الإقليمية، لكن مع التراجع الحاد في قوة هذه الميليشيات تراجع تأثير إيران وتحديداً داخل سوريا، حيث لم يتبقى لها سوى بعض الخلايا المتفرقة التي لا تستطيع فرض واقع جديد.

مع سقوط نظام الأسد وخروج ميليشيات إيران عن الخدمة في سوريا، باستثناء من تحاول دعمهم في الساحل أو شمال شرقي سوريا، انقطع الطريق البري بين ميليشياتها في العراق ولبنان. وهذا يعني بالضرورة قطع خط الإمداد الإيراني عبر البر لـ"حزب الله"، كما أن الخيار الجوي غير متاح طالما أن مطار رفيق الحريري في بيروت تحت أنظار إسرائيل. وبالتالي، فالتركيز على الساحل السوري يعني تركيزاً على طريق بحري تتمناه إيران، فالبر مغلق، ولا وجود لقبول شعبي أصلاً لإيران في الأراضي السورية، حيث يعتبرها الشعب السوري شريكة للأسد بالقمع والقتل والتدمير عبر أذرع طائفية حاولت من خلالها تغيير صورة البلاد على مختلف المستويات، وهو ما نسفه بلمح البصر انتصار الثورة في سوريا.

اليوم وبناء على ما تقدم ندرك سريعا ان محاولات حزب الله اليوم اختراق الحدود السورية يأتي مكملا لمحاولات ايران زعزعة الأمن داخل سوريا.

الأنظار تبقى مشدودة الى الرئيس أحمد الشرع وقيادته العسكرية في معركته ضد فلول النظام السابق وكل من يدعمه أو من يحاول النيل من وحدة سوريا واستقرارها.

يقرأون الآن