نظر العراق إبان تاريخه الحديث إلى الشمال حيث تركيا وحلف بغداد إبان العهد الملكي، ومع انقلاب 14 تموز 58 وسيطرة الزعيم قاسم والحزب الشيوعي العراقي اتجهت أنظارهم إلى الشمال كذلك حيث الاتحاد السوفييتي، وبعد الانقلاب القومي في فبراير 1963 اتجهت أنظار العراق غرباً وبدأت مباحثات الوحدة الثلاثية مع سورية ومصر التي فجرها وأوقفها هيكل بمقالاته، أما بعد 2003 فقد توجهت الأنظار شرقاً حيث الثورة الإيرانية، تظهر الحقيقة الجلية أن جميع تلك الاتجاهات والتوجهات التي غلب عليها طابع الأدلجة بأكثر من المصالح المشتركة لم توصل العراق وشعبه الشقيق للجنة الموعودة وقد يكون السبب في البعض منها تواضع ومحدودية قدرات الدولة القدوة وما كان لها أن تمنحه ما لا تملكه أو أن تخلق منه دولة أفضل منها..
قد يكون المسار الذي على العراق أن يجربه هذه المرة هو التوجه للجنوب نحو الكويت والدول الخليجية الخمس الأخرى التي أصبحت دون مبالغة في مصاف دول العالم الأول، في كل مناحي الحياة دون تملك أغلبها ما يملكه العراق من ثروات ومقومات أساسية ولا يحتاج إلا أن يقوم بما قامت به الصين قبل 40 عاماً والسعودية قبل 10 أعوام من ترك الأيديولوجيا والخلافات التي تتسبب بها وتصفير المشكلات حفاظاً على الطاقات والموارد وتسخيرها للمصالح والمشاريع التنموية التي تنفع الشعوب حتى أصبحت المملكة وفي زمن قياسي إضاءة مبهرة على خارطة العالم ورقماً صعباً لا يمكن تجاوزه بالمنطقة..
آخر محطة:
إن الانفتاح العراقي الكامل على التجربة الخليجية القائم على المصالح والمشاريع المشتركة كفيل بحرق المراحل وجعل العراق الشقيق يمضي بأقصر وقت ليشارك الدول الخليجية الست الإبهار في الإنجاز والرفاه بالعيش، واعتقد ان الاسراع بإنهاء المشكلات وإغلاق الملفات كفيل بسرعة انضمام العراق للقطار الخليجي المتجه سريعاً للمستقبل المشرق..
النهار الكويتية