لبنان

ما خلفيّات لقاءات جنبلاط... وهل يفعلها "الإشتراكي"؟

ما خلفيّات لقاءات جنبلاط... وهل يفعلها

شهدت الجلسة الـ11 لانتخاب رئيس للجمهورية تحركان لافتان، الاول تمثل بقرار النائبين نجاة صليبا وملحم خلف الاعتصام داخل المجلس النيابي بعد رفع الجلسة للمطالبة بعقد جلسات متتالية حتى انتخاب رئيس، والثاني إعلان أمين سر "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي أبو الحسن ان اللقاء سيعلق مشاركته في الجلسات المقبلة بهدف كسر الجمود ودعوته الجميع الى التشاور لايجاد حلّ.

وتزامن هذا الاعلان مع حركة لافتة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط باتجاه القوى السياسية، وأهمها لقاؤه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ووفد حزب الله للمرة الثانية أمس، وغيرها من اللقاءات. فهل من بصيص نور يضيء عتمة الاستحقاق وينير درب النواب لاختيار رئيس؟

عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله يؤكد لـ"المركزية" ان هذه الخطوات هي نفسها التي بدأناها منذ الاستحقاق، والتي تميّزت بالانفتاح على القوى للتفتيش عن تقاطع إرادات إذا صحّ التعبير، لإنقاذ البلد من كل الاتجاهات وإخراج دوامة الملل والإحراج الذي يطال الجميع من مسرحية الانتخابات الرئاسية والتي تترافق مع تشتت الأصوات وتعطيل النصاب. لذلك كان لا بدّ من دينامية جديدة أطلقناها كلقاء ديمقراطي عبر النائب أبو الحسن بهذه الصرخة. علماً ان الحزب الاشتراكي معروف تاريخيا أنه لا يقاطع ولا يعطل، لكننا نحاول ان نحفز عبر هذا الكلام الجميع للمزيد من الحوار والارتقاء بهذا الحوار الى مستوى النتائج، وليس الى مستوى اللقاءات من أجل اللقاءات. لذلك، أطلقنا هذه الصرخة التحفيزية التي ستترجم بغيابنا عن الجلسة المقبلة أو بإجراء آخر، سنقرر هذا الامر بعد تشاورنا معاً كلقاء ديمقراطي مع رئيس اللقاء، وبعد استشارة رئيس الحزب. لكن كان من الضروري القول أننا لا نجد أنفسنا كلقاء ديمقراطي منسجمين مع جو الانتخابات والاصطفافات والتعطيل القائم في المجلس الحالي. هذا هو المغزى".

وعن الدعوة الى عقد لقاءات مفتوحة في المجلس بالتزامن مع اعتصام النائبين صليبا وخلف يقول: "في المبدأ موقفنا ثابت وأعلنا دوماً أننا جاهزون لأي حوار أو لقاء بأي طبيعة او مكان او صيغة يهدف إلى إخراج البلد من هذا المأزق. لذلك كنا من اول المرحبين بدعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الاولى للحوار، والدعوة الثانية كانت بناء لطلبنا. هذا الموضوع من ثوابتنا وتقاليدنا".

وعن الحوار مع حزب الله يجيب: "حاورنا حزب الله في بداية الاستحقاق، اللقاء الثاني استمرار للاول، بنقطتين اساسيتين: أولاً الاستحقاق الرئاسي وضرورة إخراجه من الاصطفافات القائمة اي التحدي وعدم تكرار التجربة السابقة في العهد السابق، وثانيا كيفية معالجة الازمات الاجتماعية والاقتصادية القاتلة للشعب، والتي جعلت المواطن اللبناني لا يتمتع بأي مقومات للعيش الكريم في كل الاتجاهات. هذا هم مشترك نتحاور حوله مع الجميع. الحوار مع الفرقاء السياسيين مستمر فقد سبقه حوار مع النائب جبران باسيل، وهناك تحاور دائم مع القوات اللبنانية والكتائب والمستقلين والتغييريين وكتلة الاعتدال وكتلة التجدد. الحوار والانفتاح يدخل في صميم أدبياتنا، ومع كل الفرقاء السياسيين من أجل استيلاد تسوية داخلية ولبننة الاستحقاق. يبدو ان الخارج لا يهتم اليوم بلبنان، كما ان المعالجات والمتابعة ليست من اولويات اهتماماته، لذلك، هذا التحرك بدأناه سيستمر ولن نتوقف".

بما ان حزب الله فريق من الممكن ان يغير المعادلة، هل لمستم مرونة من جانبه، وهل من الممكن ان يتخلى عن مرشحه رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية كخطوة اولى باتجاه البحث عن مرشح يحوز بأصوات الأكثرية: "اساسا حزب الله لم يرشح فرنجية رسمياً بل يتم التداول عبر الاعلام بأنه مرشح الثنائي الوطني هو فرنجية، ويدخل في إطار التسريبات الاعلامية لكن رسميا ما زال هذا الفريق يصوّت بورقة بيضاء. من الواضح اننا لم ندخل في صلب الاسماء مع حزب الله في النقاش، بل في صلب معايير التسوية المطلوبة والأهم نوعية المهام المطلوبة من الرئيس ومن الحكومة التي يجب ان تتشكل لمحاولة انقاذ البلد".

الاسم مهم، يجيب: "بالطبع مهم، وعندما سيكون هناك نضوج للنقاش بالاسماء فنحن جاهزون من الاساس، لكن هذه القصة تنتظر نضوج الاسماء عند جميع الافرقاء.

في هذه المسألة نحن جاهزون وقد دعونا لها منذ اليوم الاول، فنحن نعرف التوازنات في البلد كيف ممكن ان تتم معالجتها، لذلك طالبنا برئيس يطمئن الجميع بما فيهم حزب الله، ورئيس يخرج لبنان من عزلته، ووضعنا خطة اقتصادية اجتماعية. واتصور ان هناك الكثير من الاسماء التي تنطبق عليها هذه المواصفات، لبنان يختزن كمّا هائلا من الاشخاص المؤهلة. المهم ان يتم فتح مجال لها. لكن، اذا كل مرشح يحمل هذه المواصفات ستمارس عليه الضغوط والشروط المسبقة، عندها ستكون المسألة أصعب. قد نجد ثلاثة او اربعة اشخاص بنفس المواصفات المقاربة، لكن هناك شخصية مستعدة ان تتأثر بالضغوط او تلتزم بالشروط وأخرى غير مستعدة. وبالتالي، الانتقال من المواصفات الى الاشخاص ليس بالامر السهل، لكن الانتظار ايضا قاتل".

أليس لدى الرئيس بري مخرج لهذا المأزق، يجيب عبدالله: "حاول الرئيس بري مرتين بالحوار وانا اكيد انه سيحاول بعد، بحسب معرفتنا به، فهو ضنين بألا يستمر هذا الانسداد. كل فريق يعبر عن هذا الموضوع على طريقته لكنني واثق بأنه حريص الا تستمر المراوحة كما أنني لا اعتقد انه مسرور وهو يدير هذه الجلسات". 

يولا هاشم - المركزية

يقرأون الآن