من الهجوم الأوكراني الذي استهدف جسرًا في جزيرة القرم، إلى الهجمات التي استهدفت طائرات عسكرية روسية تحت مسمّى "عملية شبكة العنكبوت"، فالضربات التي أصابت أنظمة صاروخية روسية ووصولاً إلى المناورات العسكرية جريفين لايتنينج 25 .. أيام قليلة كتبت بلغة التصعيد الميداني.. فكيف ستكون طبيعة الرد الروسي المحتمل بعد كل هذه الهجمات والتحركات التي وصفها الكرملين بـ"الاستفزازات"؟
رغم تصاعد الهجمات الأوكرانية دعت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف إلى عدم الانسياق وراء ما سمّاه “الاستفزازات الإجرامية”، مع تأكيده على ضرورة استغلال المفاوضات لتحقيق أهداف روسيا، وهو ما أيده الرئيس فلاديمير بوتين.
إلا أن بوتين لم يُخف امتعاضه، واصفًا الهجمات التي طالت جسرين في منطقتي بريانسك وكورسك بـ”الإرهابية”، معتبرًا أنها تقوّض فرص التفاوض وفي لهجة حملت مزيجًا من الحذر والغضب تساءل بوتين: “كيف يمكن الحديث عن قمة أو محادثات سلام بينما الطرف الآخر يلجأ للإرهاب؟”
لكن بوتين خلال مكالمة أجراها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استمرت 75 دقيقة بدا بحسب وصف الأخير بأنه حازم للغاية بشأن الرد على الهجمات الأوكرانية الأخيرة التي استهدفت طائرات عسكرية روسية وأدت إلى إصابة 41 طائرة من بينها قاذفات إستراتيجية.
وفي تصريح لافت، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن وزارة الدفاع الروسية هي التي ستحدد طبيعة الرد ومقوماته، مما يترك الباب مفتوحًا أمام العديد من الاحتمالات.
ريابكوف لم يقتصر على وصف الهجمات التي وقعت في الأول من يونيو بأنها محاولة تهدف إلى إفشال جولة المفاوضات في إسطنبول، بل شدّد على أن بلاده أظهرت "أقصى درجات ضبط النفس" في تلك المرحلة.
ومع ذلك أضاف أن هذا الهدوء ليس مؤشراً على استمرار نفس النهج مما يلمّح إلى أن موسكو قد تغير إستراتيجيتها في المستقبل القريب، فيما يرى محللون أن الرد الروسي قد لا يكون فوريًا، لكنه سيكون محسوبًا بدقة، ويمكن أن يتخذ أشكالاً عدة منها الردود العسكرية المباشرة بضرب أهداف وبنى تحتية باستخدام صواريخ بعيدة المدى..
وبجميع الأحوال وفي حال ردت روسيا بأي شكل وتوقيت فذلك يشير إلى توقعات بتصعيد شامل في المواجهة.