أثار تصريح وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي بشأن بقاء قوات التحالف الدولي في تساؤلات عن مدى التزام الحكومة باتفاق الانسحاب المقرر، وما إذا كانت المتغيرات الأمنية في سوريا والمنطقة قد تدفع بغداد لإعادة النظر في الجدول الزمني لخروج القوات الأجنبية.
وخلال مقابلة متلفزة، قال العباسي إن "أمن جزء لا يتجزأ من أمن سوريا، ووجود قوات التحالف في الأراضي السورية يمثل ضرورة استراتيجية لمواجهة بقايا تنظيم داعش، وضمان استقرار الحدود المشتركة".
وأضاف العباسي أن "الحكومة العراقية طلبت من دمشق، عبر تركيا، إغلاق مخيم الهول الذي يضم عائلات عناصر التنظيم الإرهابي"، مؤكداً أن "المخيم لا يزال يشكل تهديداً مباشراً للعراق، في ظل تعثر مفاوضات دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري".
وأوضح الوزير أن "التنسيق مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لا يزال قائماً، ولم تتلقَ بغداد حتى الآن أي إشعار رسمي بشأن تغيير مواعيد الانسحاب المتفق عليها، لكن المتوقع إخلاء بعض المواقع في نهاية سبتمبر/أيلول والانتقال إلى كردستان".
اتفاق بغداد وواشنطن
بدوره، أوضح مصدر في وزارة الدفاع العراقية أن "الأجواء تتجه نحو تمديد مهمة التحالف الدولي بسبب المتغيرات الإقليمية والمخاطر الأمنية التي لم تنته بعد، وعلى رأسها تهديدات تنظيم داعش واستمرار وجود مخيم الهول على الأراضي السورية".
وقال المصدر إن "التقديرات الأمنية كانت تراهن على استقرار جزئي في سوريا والمنطقة، لكن ما جرى مؤخراً من تحولات ميدانية، أبرزها تقليص الوجود الأميركي في شرق الفرات، يدفع باتجاه مراجعة مسار الانسحاب وتوقيته".
ويُثير انسحاب القوات الأميركية من بعض القواعد في سوريا، أبرزها قاعدة حقل العمر وقاعدة الفرات، تساؤلات بشأن قدرة العراق على مواجهة ارتدادات أمنية محتملة، في ظل اعتماده الكبير على الدعم الجوي والاستخباري الأميركي.
وتعتمد القوات العراقية منذ سنوات على قدرات التحالف الدولي في رصد تحركات داعش، لا سيما في الممرات الصحراوية التي يصعب تغطيتها ميدانياً.
المتغيرات الإقليمية حاضرة
ويمتد الشريط الحدودي بين العراق وسوريا لمسافة تصل إلى نحو 600 كيلومتر، يبدأ من ربيعة في نينوى وصولاً إلى القائم في الأنبار، ويتوزع بين تضاريس معقدة تشمل صحارى مفتوحة وجبالا وعرة، غالباً ما استخدمتها خلايا داعش للتمويه والتنقل.
وتبدي القيادات الكردية والسنية، حذراً من الانسحاب الكامل لقوات التحالف، وتعتبر أن التواجد الأميركي يشكّل عنصراً ضامناً للاستقرار، خصوصاً في ظل التوتر مع بعض الميليشيات المسلحة، بينما تتباين مواقف القوى الشيعية بين الالتزام بالاتفاقات الموقعة والمطالبة بإنهاء الوجود الأجنبي فوراً.