لبنان

باسيل رفض "ضمانة" نصرالله: فرنجية الخطير وعون الأخطر!

باسيل رفض

لا يزال رئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، مصمماً على خوض معركة البحث عن مرشح ثالث لرئاسة الجمهورية. هو يخوض معركة شرسة يوماً بعد آخر مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ومع قائد الجيش جوزيف عون. وصف الأول بأنه الرئيس المطلوب من قبل المنظومة، ولذلك برر معارضته له. بينما وصف الثاني سابقاً بأنه "قائد الانقلاب" الذي مورس ضد عهد الرئيس ميشال عون. ولكنه جاهر أكثر باتهاماته الموجهة إليه متهماً إياه بالفساد. إذ عندما يقول باسيل إن قائد الجيش يتصرف على هواه بملايين المخصصات السرية وملكيات الجيش وبالقفز فوق قانون المحاسبة العمومية، فإن ذلك يعني رفع منسوب المعركة التي يخوضها ضد قائد الجيش، والتي ستستمر أكثر كلما استشعر باسيل أن حظوظ قائد الجيش تتزايد بالوصول إلى رئاسة الجمهورية.

ضمانة نصرالله

عملياً، مشكلة باسيل السياسية مع فرنجية تبدو مفهومة. إذ هو يتخوف من محاولة عزله في حال انتخاب فرنجية والذي ستكون هناك حاضنة أساسية له من قبل القوى السياسية التي تتلاقى معه منذ اتفاق الطائف عام 1990. ويرفض باسيل تغيير موقفه تجاه رئيس تيار المردة على الرغم من كل الضمانات التي تعهد حزب الله بتقديمها، لا سيما أن الأمين العام للحزب حسن نصرالله، قال لباسيل بشكل واضح خلال لقائهما قبل أشهر: "أنا أكون ضمانتك في انتخاب فرنجية". وقد ضرب نصرالله يده على صدره، حسب ما تقول مصادر متابعة في ذلك اللقاء، إلا أن باسيل استمر على رفضه. ويرتكز باسيل في معركته ضد فرنجية على معارضة القوات، ومعارضة الاشتراكي وقوى مستقلة أخرى لوصوله إلى الرئاسة، بالإضافة إلى معارضة خليجية لوصوله أيضاً. ولذلك، هو أبدى استعداده للذهاب إلى عقد تفاهم جديد مع حزب الله أو مع القوى الأخرى. التفاهم المقصود هنا هو التوافق على شخصية لا تكون صدامية بالنسبة لرئيس التيار الوطني الحرّ.

أداء قائد الجيش

أما معركة باسيل مع قائد الجيش ففيها الكثير من الغرابة، خصوصاً أن جوزيف عون محسوب نظرياً على رئيس الجمهورية ميشال عون، وثانياً يمكن لباسيل أن يشكل حاضنة سياسية ومسيحية له، إلا أن حسابات باسيل تبدو مختلفة، فيها ما هو شخصي وفيها ما يتعلق بأن يبقى هو صاحب الكلمة في الزعامة المسيحية. إذ يعتبر أنه على الرغم من أن جوزيف عون قد لا يشكل عليه خطراً بالمعنى العميق، ولكن ليس لديه أي قدرة على التأثير على قراراته. مشكلة باسيل تتعلق بأداء جوزيف عون، وشخصيته التي تستعيد ثقة الداخل والخارج، كما أنه قادر على أداء دور يشكل من خلاله حيثية داخلية مسيحية، بالاستناد إلى رمزية البزة العسكرية وعلاقته بمؤسس التيار الوطني الحرّ، بالإضافة إلى أدائه الجيد طوال فترة قيادته للجيش.

ترشّح باسيل

من الواضح أن باسيل سيسعى إلى خوض معركة مباشرة ضد قائد الجيش، بالاستناد إلى الهجوم الذي شنّه عليه. وهو بذلك أيضاً يسعى إلى استهداف بعض نواب تكتله الذين يفضلون الذهاب باتجاه قائد الجيش، لا سيما أن بعض الحسابات تشير إلى أن فرنجية بحال خيضت معركته بجدية، فيمكنه أن يحصل على حوالى 5 أصوات من تكتل لبنان القوي وأكثر ربما، بينما جوزيف عون قادر على تحصيل أكثر من 10 أصوات من نواب التكتل، على الرغم من معارضة باسيل التصويت له. وهنا مكمن الخطر الذي يستشعره رئيس التيار الوطني الحرّ.

ما سيسعى إليه باسيل هو الاستحصال على فيتو من حزب الله على اسم قائد الجيش، ولكن هذا لم يحصل حتى الآن.

أما ما يتعلق بتلويحه بإمكانية ترشيح نفسه مجدداً لرئاسة الجمهورية، فهناك من يقول إن باسيل لديه حسابات واعتبارات متعددة قد تضع لبنان على سكة تسوية، ويمكن من خلالها أن يتسلل هو إلى قوامها، فيفرض نفسه كمرشح ليس بالضرورة كي يصل للرئاسة، بل ربما يكون اللاعب الأوحد في اختيار الرئيس، وقادر على فرض شروطه. فيما يقول آخرون إن الرجل ردد قبل فترة أمام بعض المقربين منه بأن شهر آذار سيشهد متغيرات كثيرة، قد تفرض مساراً رئاسياً مختلفاً يرتبط بترشحه بنفسه للرئاسة.


منير الربيع - المدن

يقرأون الآن