مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة جنوب ليبيا، يتزايد القلق من تكرار حوادث لدغات العقارب، التي تتحول سنويا إلى خطر صحي حقيقي يهدد حياة السكان، خاصة في المناطق النائية التي تفتقر إلى خدمات طبية كافية.
وتشهد مدن وبلدات الجنوب الليبي، مثل سبها وأوباري وغات والكفرة، تزايداً ملحوظاً في أعداد وأنواع العقارب التي تنشط في الأجواء الحارة والجافة، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابات بلدغاتها، خصوصا بين الأطفال وكبار السن.
10 إصابات يوميا
وفي هذا السياق، كشف مدير معمل العقارب بمركز طب المناطق الحارة في الكفرة الدكتور عثمان التائب، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن مدينة الكفرة تسجل معدلات مرتفعة من لدغات العقارب، تصل إلى 10 إصابات يوميا، معظمها بين الأطفال، مؤكدا وجود أخطر أنواع العقارب في ليبيا ضمن بيئة الكفرة.
وتبعا لذلك، أطلق أطباء وناشطون صيحة فزع إلى السلطات للتدخل والتحرك العاجل واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للتعامل مع هذه الظاهرة، من خلال تحسين الوضع البيئي وكذلك توفير الأمصال اللازمة لعلاج اللدغات في المستشفيات، ودعوات للمواطنين لتوخي الحذر تجاه مخاطر الزواحف والتعاون مع الجهات الصحية.
الناشط البيئي فرج السنوسي، انتقد الإهمال المستمر للسلطات المحلّية عملية معالجة أسباب انتشار العقارب والحشرات السامة، وعلى رأسها تراكم القمامة وتكدّس النفايات وانتشار المكبّات العشوائية داخل الأحياء السكنية.
وقال في تصريح: "للأسف لا نرى أي حملات نظافة أو عمليات تعقيم، أكوام القمامة منتشرة في كل مكان وباتت بيئة مثالية لتكاثر العقارب، وهو ما يؤدي إلى تصاعد الإصابات في هذه الفترة، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة"، مضيفاً: "اللدغات أصبحت واقعا يوميا في منطقة الجنوب، نأمل أن تتحمل وزارة الصحة مسؤولياتها هذا العام وتوفر الأمصال المنقذة في كافة المستشفيات، وتقوم بحملات توعوية مجتمعية حول الوقاية من خطر العقارب".
وخلال السنوات الماضية، تم تسجيل وفيات وإصابات خطيرة بلدغات العقارب في جنوب ليبيا، بسبب تأخر وصول المصابين إلى المستشفيات أو غياب الأمصال.