المغرب

الزحف الصامت للأفاعي في المغرب نحو المدن.. خطر بيئي متزايد

الزحف الصامت للأفاعي في المغرب نحو المدن.. خطر بيئي متزايد

تواصل الأفاعي والثعابين في المغرب تمددها صوب المساحات والفضاءات العامة الآمنة، حيث لم تعد المناطق القروية والجبلية وحدها في مرمى هذا الزحف الصامت، بل أصبحت المدن بدورها تشهد حالات ظهور متكررة لهذه الزواحف، بعضها ينتهي بلدغات قاتلة، وأخرى تزرع الرعب في نفوس المواطنين.

ويسجل المغرب سنويا حوالي 25 ألف إصابة بلسعات العقارب، و500 حالة لدغة أفعى، وتحدث 80 في المئة من هذه اللسعات في المناطق القروية، أما وفق الأرقام الأخيرة، فقد تم كشفت الإحصائيات أن 89 حالة لسعة عقرب، و3 حالات لدغة أفعى خلال فترة زمنية قصيرة.

يرجح خبراء البيئة أن انتشار الأفاعي والزواحف في المدن المغربية، تحول إلى خطر بيئي يخل بالتوازن الطبيعي، معتبرين أن زحفها لم يعد صامتا، بل أصبح مفاجئا ويشكل تهديدا لسلامة المواطنين.

وتفسيرا لظاهرة المقلقة، قال الخبير البيئي مصطفى بنرامل، رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، إن ارتفاع حرارة الصيف وتوفر الغذاء وموسم التزاوج يزيدان نشاط الأفاعي والثعابين، ما يدفعها للظهور أكثر والاقتراب من مصادر المياه، ويزيد من فرص مواجهتها بسبب كثرة النشاط البشري والزراعي.

وأوضح الخبير، أن ارتفاع درجة الحرارة يزيد نشاط الأفاعي ويجبرها على الاقتراب من المناطق السكنية بحثا عن الماء والغذاء، ما يرفع خطر مواجهتها مع البشر ويستدعي الحذر.

وأضاف بنرامل، إن التغيرات المناخية تؤدي إلى توسع انتشار الثعابين باتجاه المناطق السكنية بسبب ارتفاع الحرارة، وتغير الأمطار، واختلال التوازن البيئي، إضافة إلى تدمير مواطنها الطبيعية، مما يزيد من فرص تقاطعها مع الإنسان.

وأشار المتحدث قائلاً: "أن تراجع الغطاء النباتي وأنشطة الإنسان تدفع الأفاعي للانتقال إلى المناطق الحضرية، مما يزيد من فرص لقاء البشر بها في الصيف، ويتطلب اتخاذ احتياطات وقائية."

كيف تواجه زواحف السامة؟

وفي سياق آخر، قال الطبيب الباحث في سياسات النظم الصحية الطيب الحمضي، قال الطبيب الطيب الحمضي إن لسعات العقارب أقل خطورة عادة من لدغات الأفاعي، التي ينقسم نصفها إلى حقن سم قد يسبب مضاعفات خطيرة.

وأشار إلى أن الوقاية من العقارب والأفاعي تكون بنظافة المنزل، وتفقد الأحذية، وتجنب تحريك الأحجار باليد.

ونبه الطبيب المتعرضين للسعات بتجنب ربط أو عقد العضو المصاب، وعدم جرح أو شفط السم، وعدم استخدام مواد كيميائية على مكان اللسعة. وأوصى بتنظيف الجرح بالماء والصابون فقط، وعدم تحريك العضو المصاب، مع نقله سريعًا لأقرب مركز صحي.

وأكد أن لسعات العقارب أقل خطورة من الأفاعي، وعند الإصابة يجب تنظيف اللسعة ونقل المصاب للمستشفى دون جرح أو ربط.، لأن مراقبة لسعات العقارب تستغرق 4 ساعات، بينما الأفاعي تستغرق 24 ساعة بسبب خطورتها.

يقرأون الآن