علي الأمين: حزب الله لا يمثل الطائفة الشيعية

استضاف برنامج “خارج الصندوق” الذي يقدمه الإعلامي نايف الأحمري على قناة العربية، العلامة السيد علي الأمين في حوار موسّع تناول التطورات السياسية في لبنان، ولا سيما قضية حصرية السلاح بيد الدولة، وموقف حزب الله الرافض لهذا التوجه.

لا تهميش للطائفة الشيعية

في بداية اللقاء، شدد السيد الأمين على أن قرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيد الدولة “لا يُعد استهدافاً أو تهميشاً للطائفة الشيعية”، مؤكداً أن الشيعة ممثلون في البرلمان والحكومة ومؤسسات الدولة كسائر الطوائف.

وأوضح أن القرارات التي تتخذ عبر المؤسسات لا تعكس استهدافاً لطائفة بعينها، بل قد تتعارض مع مواقف أحزاب سياسية، مشيراً إلى أن “المعارضة حق مشروع داخل المؤسسات، لكنها لا تعطي أي فريق الحق بفرض هيمنته عليها”.

خطاب حزب الله لا يمثل الشيعة جميعاً

ورداً على تصريحات الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي أكد أن “السلاح مسألة حياة أو موت”، اعتبر السيد الأمين أن هذا الخطاب “لا يمثل الطائفة الشيعية بأسرها، وإنما يعكس موقف حزب الله وحده”، مؤكداً أن الشيعة مع بقية الطوائف يتطلعون إلى قيام دولة المؤسسات والقانون.

إقرأ أيضا: شيعة حزب الله بعد الهزيمة: ارتداد إلى الذات وتحميل المسؤولية للآخرين

وأضاف أن “تسليم حزب الله سلاحه للدولة سيكون خطوة تاريخية تحفظ إنجازاته وتؤسس للبنان جديد قائم على وحدة السلاح والقرار”.

الحرب الأهلية غير واردة

وحول المخاوف من تكرار أحداث 7 أيار 2008 أو اندلاع حرب أهلية جديدة، استبعد السيد الأمين ذلك، مشيراً إلى أنه “لا توجد أحزاب أخرى مسلحة في لبنان”، وأن أي صدام محتمل سيكون مع الدولة، وهو خيار “خاسر” بالنسبة لحزب الله لأنه يقوّض شرعية سلاحه ويظهره موجهاً للداخل لا للدفاع عن لبنان.

مواجهة إسرائيل مسؤولية الجيش

وفي ما يتعلق بحجة حزب الله بأن سلاحه مخصص لمواجهة إسرائيل، وصف السيد الأمين هذا الطرح بأنه “مبالغ فيه”، موضحاً أن “تعزيز قدرات الجيش اللبناني هو الطريق الصحيح”، وأن المقاومة إذا سلّمت سلاحها للدولة ستزيد من قوة الجيش وتمنحه القدرة على مواجهة أي اعتداء. وتابع: “في العالم العربي لا توجد جيوش تقاتل بسلاح حزبي خارج الدولة، ولبنان ليس استثناءً”.

الخدمات والبيئة الحاضنة

وتطرق الحوار إلى علاقة حزب الله بالبيئة الشيعية في الجنوب، حيث أكد السيد الأمين أن الولاء للحزب لم يكن دوماً قائماً على القناعة الأيديولوجية بقدر ما ارتبط بالخدمات التي قدمها، من صحة وتعليم ومساعدات. لكنه شدد على أن “الدولة اللبنانية هي الجهة الطبيعية المسؤولة عن رعاية مواطنيها”، لافتاً إلى أن الجنوب عاش في فترات سابقة تحت مظلة الدولة وحدها من دون نزوح أو تهجير.

التحذير من تأجيج الشارع

وبشأن الدعوات للنزول إلى الشارع والاصطدام بالجيش اللبناني رفضاً لقرارات الحكومة، رأى السيد الأمين أن “تأجيج الشارع محاولة لإبقاء الهيمنة على القرار السياسي في الدولة والبيئة الشيعية”، مستغرباً أن يصدر هذا الموقف عن حزب الله وهو جزء من الحكومة ومؤسسات الدولة.

ووجّه السيد الأمين رسالة مباشرة إلى حزب الله وحركة أمل دعاهم فيها إلى اتخاذ “الخطوة التاريخية” بتسليم السلاح للدولة اللبنانية، مؤكداً أن ذلك لا يعني نزع السلاح أو الانتقاص من إنجازات المقاومة، بل يرسخ دولة القانون والمؤسسات ويجنب لبنان الانقسامات الداخلية. كما ناشد المرجعية الدينية في النجف إلى دعم هذا التوجه عبر حث أتباعها على العودة إلى مرجعية الدولة.

وأكد السيد علي الأمين خلال المقابلة أن مستقبل لبنان مرهون بقيام دولة المؤسسات وحصرية السلاح بيدها، مشدداً على أن خطوة حزب الله وأمل في هذا الاتجاه ستكون “الفرصة التاريخية لإنهاء النزاعات الداخلية وبناء لبنان جديد”.

يقرأون الآن