دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان النواب إلى"الإسراع في إنجاز الإستحقاق الرئاسيّ، وإلى التلاقي والحوار والنقاش الشفاف الصادق، لنصل إلى نهاية سعيدة ونطوي هذا الملف"، لافتًا إلى أنّ "انتخاب رئيس للجمهورية ليس هو كل الحل، بل هو مدخل إلى حل المشاكل الأخرى، نريد رئيسًا للجمهورية يحترم قسَمَه الدستوريّ في المجلس النيابيّ، لأنَّه يُقسم على الدستور، وعلى اتفاق الطائف، والتزامِه الصلاحيات التي أعطاها له الدستور، هناك عمل كبير وكبير جدًا يؤدَّى، وجهد شاق جدًا يُبذلُ من أجل إعادة الأمور في لبنان إلى الإنتظام العامّ، وإلى الحياة الطبيعية، نحن لا نريد لبنانَ جديدًا، نحن نريد لبنانَ قويًّا بجميع أبنائه، وبجميع مواطنيه، وهذا الأمر لن يتم إلا بتضافر جهودنا جميعًا".
وخلال حفل تكريمي أقيم لمفتي الجمهورية اللبنانية، بدعوة من رجل الأعمال بشير حريري في دارته بضهور العبادية، أكّد دريان على "عدم السماح بتشويه القيم العربية والإسلامية من خلال طروحات غريبة ومشبوهة، لأيِّ مشروع يتعارض مع الدين الإسلامي"، مضيفًا:" نثق بعنفوانِ وشرفِ وَغَيرَةِ غالبية نُوَّابِنا في المجلس النيابيّ، الذين سيقفون معنا في التصدي لأيِّ مشروع قانون يُطرح في المجلس النيابيّ، يَطالُ الأسرة والأولاد. وندعو النواب إلى عدم السير في إلغاء المادة التي تُجرِّمُ الشواذَّ والمثلية بل إلى التشدُّدِ فيها، وهذه مسؤولية كبرى تقع على النواب".
وتابع: "نحن مكوِّنٌ أساسيٌّ للدولة، نحن من يحمي النظام في هذه الدولة اللبنانية بالتعاون مع الآخرين المخلصين، من يتكلمون عن تغيير النظام في هذه الظروف المأسوية أقول لهم: إنَّ هذه الطروحات هي طروحات مشبوهة. أمّا فيما يتعلق باللجنة الخماسية التي التأمت مرارًا في فرنسا والدوحة والمملكة، فنحن نشكر كلَّ المساعي التي تقوم بها هذه اللجنة، ونأمل أن يتجاوب الداخل اللبناني مع تمنياتها، وأقول للنواب: نحن كلنا معكم، سيروا على بركة الله، واختاروا الأنسب والأحسن والأفضل والأصلح للبنان واللبنانيين".
وختم قائلاً: "إنَّ دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية هي داركم، وهي مرجعيتكم، وستبقى كذلك دائمًا وابدًا، لن نُقصِّر في دار الفتوى في الدفاع عن حقوق المسلمين السُّنة، وحقوق المسلمين بعامة، لا بل وحقوق اللبنانيين، هذا موقفنا المبدئي. في داخلكم تتساءلون: ماذا جرى في اليومين أو الثلاثة الماضية في المجلس الشرعيِّ الإسلاميِّ الأعلى؟ أقول لكم جملة مختصرة: هم يريدون، وأنا لا أريد، والله يفعل ما يريد".