بعد مغادرة آخر صياد من ماراثون صيد أغلى طيور العالم (في اشارة الى الحر الذي يمثل ثروة طائرة والظفر به حلم كل صياد)، تخلو هذه الأيام بادية قزانية اقصى شرق محافظة ديالى من وجود صيادي الصقور، فيما يتحدث مسؤول محلي عن الاسباب.
ويؤكد مدير ناحية قزانية (93كم شرق بعقوبة) مازن الخزاعي، اليوم الخميس أن "انخفاض درجات الحرارة وانتهاء موسم هجرة الصقور ومنها الحر دفعت الصقارين الى مغادرة بادية قزانية بعد اسابيع طويلة من رحلة الصيد التي تمتد لمناطق مترامية ومعقدة من ناحية الجغرافية".
واضاف، أن "موسم صيد الصقور كان الأفضل قياسًا بالسنوات الماضية"، لافتا الى أن "بعضهم اصطاد صقور من اصناف جيدة واسعارها ارتفعت لأكثر من 50 مليون دينار".
وتابع الخزاعي، أن "بادية قزانية والمناطق القريبة منها هي الاشهر على مستوى مناطق شرق العراق في صيد الصقور موسميا وتجذب اليها العشرات من مختلف محافظات البلاد".
طريق الحرير للصقور
أما صياد الصقور ابو ابراهيم المندلاوي، فقد أكد أن "بادية قزانية هي اشبه بطريق الحرير للصقور المهاجرة ومنها الحر الذي يعد اغلى واشهر الانواع وتصل اسعاره الى اكثر من 150 مليون دينار في بعض الاحيان".
واضاف، أنه "بعد صيد الصقور هناك تجار وسماسرة يشترون ما يجدون بشكل فوري ثم ترتفع الاسعار خاصة وان بعض الانواع تكون نادرة جدا".
أول القصة
وعُرف صيد الصقور في العراق منذ أوائل القرن العشرين، حيث قام الصيادون العراقيون بالصيد باستخدام الصقور في المناطق الجنوبيّة والوسطى للبلاد، وكان الصيد باستخدام الصقور في تلك الأوقات هوايةً للبعض بينما استخدمها البعض كمصدرٍ للرزق، فكان بعض الصيادين يقومون بتزويد العرب بالصقور المدرّبة اللازمة ليستخدموها في هواية الصيد بالصقور، وذلك كان سبب لانتشار هذا النوع من الصيد في جميع مناطق العراق، ومن بعد عام 1980 صار للصقور تجارها وأسواقها المعروفة.
وفي بعض مناطق محافظة ديالي الوسطى وببعض الطرق ووسائل البدائية البسيطة كانت بداية الصيد في العراق، وبعد ذلك اشتهر الصيد بالصقور في العراق ومن أشهر المناطق التي استخدم فيها مناطق الفرات الأوسط، وفي مناطق النجف الجنوبية وأيضاً في محافظة البصرة ومنطقة الدير، ومناطق شمال الموصل والعديد من مناطق العراق الأخرى، كما يكثر في بلاد العراق المتاجرين بالصقور بحيث يتواصلون مع الصيادين ومع أسواق بيع الصقور، فالتجارة بالصقور من أنواع التجارة المربحة والمشهورة جداً في الأعوام القليلة الماضية.
تراخيص وطرق
وهناك جمعيات للصيادين في العراق، وأغلب الصيادين ينتمون لهذه الجمعيات بحيث تخصّص لهم تصاريح خاصّةً للصيد، توفر لهم هذه التصاريح إمكانية التجول في كل مناطق العراق للصيد بدون تعرضهم للمسائلة القانونية من قبل الدولة، وهناك العديد من الأنظمة التي يتفّق عليها الصيادون قبل البدء بعملية الصيد والتي تصنف بحسب الطريقة التي يصيدون بها الى:
الصيد بالنوجة: يعطي التجار السلف المالية للصيادين ويتمّ إمدادهم بكلّ المستلزمات التي تستخدم في الصيد، وذلك يحدث بمقابل مادي يحدد بحصّة ثابتةً من مقدار الصيد (الأكثر شهرةً في العراق هي حصة الثلث).
الصيد بالسيارة: في هذه الطريقة من الصيد يلزم توفّر الصياد وشخص آخر لمعاونته يدعى بالشبّاك، وتكون حصةّ الصياد في الربح في هذا النوع من ثلث إلى ربع مقدار الصيد.