قالت دراسة نرويجية إن السمنة وراثية، بل وعابرة للأجيال كذلك، فقد كان السؤال الذي يتردد في أذهان الملايين حول العالم، يقول "هل يمكنك أن ترث السمنة من والديك؟"، بحث جديد يقول "نعم هذا ما يحدث".
أظهرت الدراسة أن أطفال الآباء الذين يعانون من السمنة في منتصف العمر، هم أكثر عرضة بشكل كبير للإصابة بالسمنة في نفس العمر، وتقوم الدراسة التي أثبتت الجانب الوراثي للسمنة بتتبع جيلين من العائلات للتأكد من انتقال السمنة من الآباء إلى أطفالهم.
صحيح أنه لا تزال آليات انتقال السمنة عبر الأجيال غير مفهومة بصورة واضحة، لكن الباحثين يعتقدون أن العوامل الوراثية والبيئية كذلك لها تأثيرها الكبير، وذلك وفقاً لما نشرته "ميديكال نيوز توداي"، وأشار التقرير إلى أن البحث الجديد نرويجي، ويلقي الضوء على "انتقال" السمنة بين الأجيال.
تخضع السمنة للعديد من الدراسات في شتى أنحاء العالم لأنها تشكل تهديداً لصحة البشريةدراسة نرويجية: السمنة وراثية وعابرة للأجيالاحتجاج لدعم الفلسطينيين في غزةالعالم العربي يوجه غضبه إلى أميركا والغرب بسبب غزة تأتي نسبة 70 في المئة تقريبا من سمك السلمون المأكول حول العالم من المزارعما سبب موجات النفوق الجماعي بين أسماك السلمون المستزرعة؟
وفي عرض تقديمي في المؤتمر الأوروبي للسمنة، أفاد العلماء أن أطفال الآباء الذين يعانون من السمنة خلال منتصف العمر هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة في نفس العمر، وقال الباحثون إنهم اكتشفوا أيضاً أن نتائج مؤشر كتلة الجسم للوالدين أثرت على نفس القياسات لدى أطفالهم.
تقول ماري ميكلس، حاصلة على دكتوراه، وهي أخصائية تغذية في جامعة UiT "ترومسو" بالنرويج:"لقد وجدنا أن النسل لديه احتمالات متزايدة للعيش مع السمنة في منتصف العمر إذا كان أحد الوالدين أو كليهما يعاني من السمنة في منتصف العمر".
ويضيف بيتر كاتزمارزيك، دكتوراه، أستاذ علوم السكان والصحة العامة في جامعة ولاية لويزيانا والمتحدث باسم جمعية السمنة، لـ"ميديكال نيوز توداي" : "تذهب هذه الدراسة إلى ما هو أبعد من ذلك من خلال إظهار التشابه العائلي في منتصف العمر".
في عرضهم التقديمي، ذكر الباحثون أن أطفال الآباء الذين يعانون من السمنة في منتصف العمر هم أكثر عرضة بنسبة 6 مرات للإصابة بالسمنة في نفس العمر، مقارنة بأطفال الآباء الذين يقع وزنهم ضمن نطاق مؤشر كتلة الجسم الصحي.
ومع ذلك، فقد وجد الباحثون اختلافاً طفيفاً إذا كان أحد الوالدين فقط يعاني من السمنة، بناءً على جنس الوالد. وإذا كان الأب يعاني من السمنة، كان الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالسمنة بمقدار 3.74 مرة. وإذا كانت الأم، كان الاحتمال 3.44 مرة.
الدراسة النرويجية تضمنت بيانات من جيلين من العائلات في منتصف العمر، تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 59 عاماً، وشارك أولياء الأمور في المرحلة الرابعة من الدراسة، التي أجريت في عامي 1994 و1995، بينما شارك أطفالهم في المرحلة السابعة، التي أجريت في عامي 2015 و2016.
في المجمل، استخدم الفريق بيانات من أكثر من 2000 عائلة تضم كلا من الوالدين والأطفال، ووجد الباحثون أن نتائج بحثهم تشير إلى العلاقة الوراثية للسمنة، مع الأخذ في الاعتبار عوامل "حاكمة"، مثل العمر والجنس والتعليم ومستوى النشاط البدني.
وجدت دراسة مماثلة، من النرويج أيضًا، نُشرت في عام 2016 والتي شملت أكثر من 8000 مجموعة من الآباء والأطفال، وجود ارتباط قوي بين مؤشر كتلة الجسم الأبوي ومؤشر كتلة الجسم للأطفال، هذه المرة خلال فترة المراهقة.
ويشير الخبراء إلى أن البحث الحالي لا يساعد في تفسير العوامل الوراثية أو البيئية بصورة حاسمة، فالدراسة أكدت وجود ارتباطات، ولكن التفاعل بين الجينات والبيئة أمر معقد".