دعا دولت بهتشلي، رئيس حزب الحركة القومية، حكومة بلاده لتنفيذ عملية عسكرية ضد تنظيم "العمال الكردستاني" شمالي سوريا، بالتنسيق مع دمشق، في تصريح أثار الجدل والتساؤلات حول توقيته والدافع وراءه.
بهتشلي وهو حليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي ينخرط معه في التحالف السياسي (الجمهور) نفسه، أضاف في خطاب للكتلة البرلمانية لحزبه: "يجب إقامة تعاون مع دمشق للقضاء على مصدر المنظمة الإرهابية الانفصالية، من خلال العمليات العسكرية وبناء جسر من العلاقات؛ لمنع الإرهابيين من غزو المنطقة".
وانتقد بحسب صحيفة "جمهوريت" التركية انتخابات البلديات التابعة لـ"الإدارة الذاتية"، التابعة لما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تخطط الأخيرة لتنظيمها في حزيران/ يونيو المقبل.
واعتبر بهتشلي أن الانتخابات "مرحلة جديدة قادمة لتقسيم تركيا، مع الإشارة إلى أن الولايات المتحدة ترى بأن الحوار مع الإرهابيين أمر ذو أهمية استراتيجية في المكان"، مضيفا أن بلاده "ليست دولة استعمارية أو الولاية 51 للولايات المتحدة الأمريكية، ومن غير الممكن أن تكون كذلك".
موقف دمشق
حول ردود الحكومة السورية على الدعوة، قال المتحدث باسم "المصالحة السورية" عمر رحمون: "لن يكون هناك أي تعاون في أي عملية داخل الأراضي السورية، لا ضد "قسد" ولا ضد أي تنظيم آخر".
وتابع بأن "ما تحدث به بهتشلي هو نوع من أنواع التمويه والخداع".
وتسيطر الإدارة الذاتية ذات الأغلبية الكردية منذ العام 2017 على مناطق واسعة شمال شرق سوريا، وتصنف أنها "سوريا المفيدة" لغناها بموارد الطاقة والمساحات الزراعية، وتشمل معظم محافظتي الرقة والحسكة وأجزاء من ريف حلب ومحافظة دير الزور.
وقبل أيام، كان رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، أوزغور أوزال قد أعلن عن استعداده للتصالح مع النظام السوري.
وتوقف مسار التطبيع بين الحكومة السورية وتركيا، بسبب حجم الخلافات الكبيرة والمطالب "المستحيلة" من الجانبين، ومن أهمها اشتراط النظام انسحاب الجيش التركي من سوريا، واشتراط أنقرة إجراء انتخابات "نزيهة" في سوريا قبل استكمال الحوار مع الطرف الرابح.