لبنان

هوكشتاين "الواقعي" يحمل التهديد الإسرائيلي: واشنطن تطمح بصفقة شاملة

هوكشتاين

ما يتضح من فحوى زيارة المبعوث الأميركي إلى لبنان، آموس هوكشتاين، هو تسليمه بمعادلة حزب الله ربط جبهة لبنان بجهة غزة. يمكن أن يكون هوكشتاين قد أتى إلى بيروت بصورتين أو بموقفين. موقفه وموقف الإدارة الأميركية الواقعي، والذي لا يشير إلى الفصل بين جبهة لبنان وجبهة غزة. والموقف الآخر هو ما تبلغه من الإسرائيليين حول نقل رسائل تهديد وتحذير، بأنه في حال عدم موافقة حزب الله على الاتفاق الديبلوماسي لوقف التصعيد، فإن الحرب ستكون هي الخيار الوحيد وفق ما ورد في "المدن".

من رفح إلى لبنان

وحسب ما تقول مصادر متابعة، فإن هوكشتاين حمل رسائل تهديد واضحة، وهناك من يصفها بأنها المحاولة الأخيرة وأن الوضع ليس جيداً، ولم تعد الأمور تحتمل، وبحال عدم إنجاز ترتيبات سريعة، فإن الأوضاع ستتدهور بشكل كبير. ومما قاله هوكشتاين في اللقاءات أيضاً، حسب المصادر: "على اللبنانيين أن يكونوا متجاوبين، خصوصاً أن معركة رفح شارفت على النهاية، وأن ذلك سيؤدي إلى تصعيد في لبنان". مشدداً أكثر من مرة على انتهاء معركة رفح، وأن الوقت سيغدر الجميع، وحينها لن يكون أحد قادراً على فعل شيء. وقد ركّز على دور الجيش في الجنوب بعد الترتيبات، ولكنه يحتاج إلى دعم لازم مالياً وعسكرياً ولوجستياً، لتوسيع الانتشار وتعزيزه، ولبناء مراكز جديدة، وتوفر القدرة على تطويع عناصر جديدة".

أكد أن هناك خطراً داهماً، وخصوصاً آخر أسبوعين. ولذلك أوفده الرئيس الأميركي لتحريك المياه الراكدة وتجديد الالتزامات بعدم توسيع المواجهة أو تحولها إلى حرب. وقال إن هناك تقدماً تحقق في مسار الوصول إلى اتفاق حول غزة، ومصر وقطر يقبلان بالاتفاق ويعملان مع حماس للحصول على موافقتهم النهائية. وفي هذه الحالة، يفترض بلبنان أن يستمر بخفض التصعيد لمنع توسيع العمليات.

موقف الحزب

في المقابل، قال الرئيس برّي إن حزب الله يلتزم بقواعد الاشتباك، بينما الإسرائيليون هم الذين يتجاوزون قواعد الاشتباك ويستمرون بالتهديد. وتؤكد مصادر قريبة من رئيس المجلس إن هوكشتاين مدرك ارتباط الجبهة في لبنان بالوضع في غزة، وأن غزة هي مفتاح الحلّ. لذلك شدد على ضرورة تخفيض المواجهات، قبل البحث في البرنامج الذي كان قد اقترحه سابقاً، حول إعادة السكان على الجانبين، وسحب المظاهر المسلحة وإطلاق مسار الترسيم البرّي.

تؤكد المعطيات إن النقاش التفصيلي في هذه النقاط لم يفتح في هذه الزيارة، لأن بنودها معروفة ونوقشت سابقاً، والأساس للبحث فيها هو الدخول في مرحلة وقف إطلاق النار، وبعدها يعود النقاش في كل تلك النقاط.

بالنسبة إلى المصادر القريبة من حزب الله، فإذا كان هناك تهديد لحزب الله بشن حرب عليه لوقف المواجهة، فذلك لن يؤدي إلى تغيير موقف الحزب. بالنسبة إليه، وقف المواجهة في لبنان يرتبط بوقف الحرب على غزة. والقدرات العسكرية لدى حزب الله الجدّية هي قدرات كفيلة بردع أي تصعيد إسرائيلي كبير وشامل على الحزب ولبنان، ولن يكون هناك مصلحة للإسرائيليين بالتصعيد، ولن يتمكنوا من الدخول في مواجهة شاملة، وكل الحديث عن الاتفاقات والترتيبات حول الجنوب ترتبط بوقف إطلاق النار في غزة، أو هدنة طويلة أو استقرار طويل الأمد.

حرب وجودية؟

وحسب المصادر القريبة من حزب الله، فإن هوكشتاين يعلم موقف الحزب، وهو متيقن من عدم قدرته على تغييره. وبالتالي، فهو يريد من زيارته أن لا يتم تصعيد المواجهات في الجنوب أو توسيعها، طالما أن الحرب في غزة مستمرة. وكما تنظر إسرائيل إلى حربها بأنها حرب وجودية، فحزب الله يراها كذلك أي حرب وجودية. وعلى الرغم من أن الوضع صعب، إلا أن الخسائر وحجم التضحيات والشهداء لا يؤدي إلى تغيير الوقائع.

في هذا السياق، تتحدث مصادر ديبلوماسية عن أن الإدارة الأميركية تسعى إلى إبرام صفقة شاملة وسريعة، حول غزة، لبنان، البحر الأحمر واليمن. وهذه الصفقة لا بد لها أن تكون مع إيران من خلال قنوات مفتوحة. لذلك، تضغط واشنطن بكل قوتها في سبيل تحقيق ذلك وإقناع الإسرائيليين بها. وهو ما أدى إلى حصول تباينات أميركية إسرائيلية، تجلت على لسان البيت الأبيض عندما قال المتحدث باسمه "بعد استقالة بني غانتس لم يعد أمام نتنياهو خيارات كثيرة". هذا الكلام يشير بوضوح إلى حجم الخلاف الأميركي مع نتنياهو، وإلى محاولات الأميركيين العمل على تطويقه في الداخل الإسرائيلي. وهو ما تجلى في المشكلة بين نتنياهو والجيش الإسرائيلي حول وقف القتال التكتيكي لبضعة ساعات يومياً في غزة. الأمر الذي رفضه رئيس الحكومة. وتشدد المصادر على أن الاميركيين يضغطون على نتنياهو مجدداً من داخل حزب الليكود لإضعافه وإضعاف موقفه بحسب "المدن".

يقرأون الآن