يستذكر الكرد بمرارة ما حدث في 31 آب/ أغسطس 1996 من خيانة كبرى حلت بهم على يد طرف كردي. ففيما لم تكن دماء ضحايا حلبجة وحملات الأنفال قد جفت بعد، أقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني، في سياق صراعه مع الاتحاد الوطني الكردستاني آنذاك، على دعوة قوات النظام العراقي، وعلى رأسها الحرس الجمهوري، لاحتلال عاصمة إقليم كردستان العراق، أربيل، التي كانت تحت سيطرة بيشمركة الاتحاد الوطني.
هذه الخطوة شكلت سابقة في تاريخ الحركة التحررية الكردية، وخيانة موصوفة لدماء ودموع الشعب الكردي الذي لطالما ذاق الأمرّين على يد نظام صدام البائد.
واللافت أنه مع حلول هذه الذكرى المشؤومة كل عام، وبدلاً من محاولة تبرير فعلته وتقديم الاعتذار، ولو بشكل غير مباشر، فإنَّ الحزب الديمقراطي الكردستاني يوغل في الخطيئة إلى درجة الافتخار بدعوته لقوات صدام وركوب دباباته "لتحرير" أربيل من أهلها.
هذا الموقف يبرز ضعف حجته وتهافت موقفه، وهو ما نلمسه مؤخرًا في رده على بيانات الاتحاد الوطني الكردستاني المنددة بتلك الخيانة، عبر تكرار جملة غير مفيدة مفادها أنه في 31 آب/ أغسطس "تم دفع الأفسد بالفاسد". هذا الرد يدل على خلو جعبته من أي تبرير مقنع أو واضح لتحالفه مع نظام ملطخة يداه بدماء الكرد والعراقيين عامة.
لكن يبقى السؤال: كيف أقدم الفاسد، وهو نظام صدام حسب رواية حزب بارزاني المكررة والمملة، على تلبية نداء حزب صالح وشريف كما يدعي، ضد الأفسد؟ ومقابل ماذا؟ هذا يكشف تناقض موقف هذا الحزب وتهافت روايته، ويشير إلى أن العقلية التي لم تر في الاستنجاد بصدام ما يعيب، لا تزال تتحكم في قيادة هذا الحزب، وهنا تكمن الطامة الكبرى.