العراق

كيف سينعكس إنهاء المنصّة الإلكترونية على أزمة الدولار ‏في العراق؟

كيف سينعكس إنهاء المنصّة الإلكترونية على أزمة الدولار ‏في العراق؟

علّق المختص في الشأن المصرفي ناصر الكناني على تأثير ‏إنهاء العمل بالمنصة الإلكترونية من قبل البنك المركزي ‏العراقي على أسعار صرف الدولار بالعراق.‏

وقال الكناني في حديث لـ "بغداد اليوم "، إن "أي قرار جديد ‏يتخذه البنك المركزي العراقي بشأن أزمة الدولار يكون له ‏انعكاسات سلبية على السوق المحلي والوضع المالي بشكل ‏عام خاصة مع ارتفاع الدولار في السوق الموازي، الذي يتأثر ‏بشكل كبير بقرارات البنك المركزي ".‏

وأوضح أن "البنك المركزي العراقي لم ينجح طيلة الفترة ‏الماضية بالسيطرة على أسعار صرف الدولار مع استمرار ‏الحوالات السوداء"، مستدركا بالقول "ولا نعتقد أن البنك ‏سيستطيع السيطرة على ملف الدولار بشكل كبير رغم ‏مفاوضاته مع البنك الفدرالي الأمريكي والخزانة الأمريكية ". ‏

وفي وقت سابق، كشف البنك المركزي العراقي عن آلية إنهاء ‏المنصة الإلكترونية للتحويلات الخارجية، فيما أشار إلى أن ‏وضع عمليات التحويل الخارجي وتلبية الطلبات على الدولار ‏في مسارات سليمة ومنسجمة مع الممارسات والمعايير ‏الدولية. ‏

وذكر البنك في بيان أن "المنصة الإلكترونية للتحويلات ‏الخارجية التي يديرها البنك المركزي العراقي بدأت في بداية ‏عام 2023م كمرحلة أولى لإعادة تنظيم التحويلات المالية بما ‏يؤمِّن الرقابة الاستباقية عليها بدلاً من الرقابة اللاحقة من ‏خلال قيام الاحتياطي الفيدرالي بتدقيق الحوالات اليومية، ‏وكان ذلك إجراءً استثنائياً إذ لا يتولى الفيدرالي عادة القيام ‏بذلك، وجرى التخطيط للتحول التدريجي نحو بناء علاقات ‏مباشرة بين المصارف في العراق والبنوك الخارجية المراسلة ‏والمعتمدة، يتوسط ذلك شركة تدقيق دولية للقيام بالتدقيق ‏المسبق على الحوالات قبل تنفيذها من قبل البنوك المراسلة".‏

وأضاف أنه "خلال سنة 2024 ولغاية الآن تم تحقيق ما نسبته ‏‏95% من عملية التحويل من المنصة الالكترونية إلى آلية ‏البنوك المراسلة مباشرة بينها وبين المصارف العراقية، وذلك ‏يعني أن المتبقي حوالي 5% فقط منها داخل المنصة، والذي ‏سينجز تحويله بذات الآلية قبل نهاية هذا العام وحسب ‏الخطة"، موضحا أن "بعض التوقعات حول تأثيرات محتملة ‏على سعر الصرف وعمليات التحويل لا أساس لها، لأن ‏العملية لن تكون بشكل مفاجئ أو بدفعة واحدة في نهاية هذا ‏العام، بل أنها تحقّقت أصلا خلال المدة الماضية بجهد ومتابعة ‏دقيقة، إلا ما تبقى من نسبة ضئيلة ستنجز في الفترة القليلة ‏المقبلة".‏

وأكد أن "التجارة مع دولة الإمارات العربية المتحدة وتركيا ‏والهند والصين تمثل حوالي 70% من تجار العراق الخارجية ‏كــ(استيرادات)، وهو ما دعا البنك المركزي العراقي إلى ‏إيجاد قنوات للتحويل بعملات اليورو، اليوان الصيني، الروبية ‏الهندية، الدرهم الاماراتي، عبر بنوك مراسلة معتمدة في تلك ‏البلدان، وبدأ فعلاً (13) مصرفاً عراقياً إجراء عمليات ‏التحويل مع آلية التدقيق المسبق تم الاتفاق عليها وإقرارها ‏بالإضافة إلى التحويلات بعملة الدولار".‏

وتابع: "مع توفير قنوات للتحويل الشخصي للأغراض ‏المشروعة والمشتريات الخارجية عبر قنوات الدفع ‏الإلكتروني وشركات التحويل المالي العالمية والبيع النقدي ‏للمسافرين، ودفع الدولار النقدي للحوالات الواردة للجهات ‏والاغراض المحددة في تعليمات البنك المركزي المنشورة".‏

وشدد البنك المركزي العراقي على أنه "وضع عمليات التحويل ‏الخارجي وتلبية الطلبات على الدولار في مسارات سليمة ‏ومنسجمة مع الممارسات والمعايير الدولية وقانون مكافحة ‏غسل الأموال وتمويل الإرهاب"، موضحا أن "توفير القنوات ‏المذكورة وللأغراض كافة بالسعر الرسمي للدولار، يجعل هذا ‏السعر هو المؤشر الحقيقي للممارسات الاقتصادية، وهو ما ‏أثبته واقع استقرار الأسعار والسيطرة على التضخم، وأي ‏سعر آخر يتم تداوله خارج تلك القنوات يعد سعراً شاذاً يلجأ ‏ذوي الممارسات غير الأصولية أو غير المشروعة الذين ‏يبتعدون عن القنوات الرسمية في تعاملاتهم فيتحملون لوحدهم ‏التكاليف الإضافية بالشراء بأعلى من السعر الرسمي لِـيُوهِم ‏الأخرين بالفرق بين السّعر الرّسمي وغيره".‏

يقرأون الآن