استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي كان يرافقه سفير مصر في لبنان علاء موسى ووفد دبلوماسي رفيع المستوى.
ونقل الوزير عبد العاطي خلال اللقاء تحيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى البطريرك الراعي، مهنئًا إياه بانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، ومتمنيًا الإسراع في تشكيل حكومة تلبي احتياجات المواطنين اللبنانيين وتواجه التحديات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
وأشاد عبد العاطي بالدور المهم الذي قام به البطريرك الراعي في إنهاء الفراغ الرئاسي، مشيرًا إلى أهمية تعزيز الحوار والتعايش بين المكونات اللبنانية المختلفة، بما يساهم في استقرار لبنان وتقدمه. كما نقل تحيات البابا تاوضروس الثاني وشيخ الأزهر أحمد الطيب، مقدرين القيادة الروحية للبطريرك ودوره في نشر ثقافة السلام ونبذ العنف.
وأكد عبد العاطي على تفاؤله بمستقبل لبنان، مشيرًا إلى اللقاءات التي أجراها مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والرئيس المكلف نواف سلام، ورئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، التي تركت انطباعًا إيجابيًا بخصوص التعاون بين القوى السياسية لتشكيل حكومة جديدة تنطلق في إعادة بناء لبنان.
من جهة أخرى، استقبل البطريرك الراعي وفدًا من بلدية القاع برئاسة المحامي بشير مطر، وعضوية المحاميين نقولا مطر ومارك وهبه، والسيد إليان نادر، في إطار سلسلة من اللقاءات مع المرجعيات السياسية والدستورية لطرح قضايا ملحة تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين في المنطقة.
ناقش الوفد مع البطريرك الراعي عددًا من الملفات الحيوية، أبرزها أزمة مياه نهر العاصي، حيث طالب الوفد بإعادة دراسة اتفاقية توزيع المياه بين لبنان وسوريا، مشددين على ضرورة تصحيح الخلل في حقوق لبنان المائية، وتنفيذ مشروع سد لتأمين المياه للقرى المحيطة، ما من شأنه تعزيز القطاع الزراعي واستقرار المجتمع.
كما تناول الوفد موضوع ضبط الحدود ومعالجة ظاهرة التهريب عبر المعابر غير الشرعية، التي تهدد استقرار الاقتصاد اللبناني، داعيًا إلى تعزيز الإجراءات للحد من هذه الظاهرة. في السياق نفسه، أعرب الوفد عن قلقه من ارتفاع أعداد النازحين السوريين في لبنان، مشددًا على ضرورة البحث في حلول مستدامة لهذه القضية.
واختتم الوفد اجتماعه مع البطريرك الراعي بطرح موضوع مشروع الضم والفرز، مؤكدًا ضرورة تنفيذ خطة ترسيم الحدود التي تضمن حقوق الملكية وحماية مصالح الأهالي في المنطقة.
وأبدى البطريرك الراعي اهتمامًا كبيرًا بالقضايا المطروحة، مؤكدًا على أهمية التنسيق بين مختلف الجهات المعنية لإيجاد حلول فعالة ومستدامة تعود بالفائدة على أبناء القاع والمناطق المجاورة.