لبنان

خاص- زيارة عون إلى السعودية: مخاض ولادة لبنان الجديد بدأ

خاص- زيارة عون إلى السعودية: مخاض ولادة لبنان الجديد بدأ

شكلت زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى المملكة العربية السعودية نقطة تحوّل في العلاقات بين البلدين بعد فترة "التعثّر" التي مرّت بها في السنوات الماضية وزادت "تعثراً" في عهد الرئيس السابق ميشال عون.

المهم في زيارة الرئيس اللبناني إلى الرياض أنّها أوضحت المسار الذي ينبغي أن تسلكه العلاقة بين لبنان والمملكة. جلاء هذا المسار كان في البيان الذي صدر عقب لقاء الرئيس عون بوليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بعد استقبال حافلٍ للرئيس اللبناني.

يمكن اختصار هذا المسار بالآتي:

1- تمكين مؤسسات الدولة اللبنانية انطلاقاً ممّا ورد في خطاب القسم والبيان الوزاريّ للحكومة الذي نال ثقة 95 نائباً في البرلمان. وهذا من شأنه أن يثبّت العلاقة بين بيروت والرّياض على مبدأ التعاطي من دولةٍ إلى دولةٍ.

2- تطبيق اتفاق الطائف والقرارات الدولية ذات الصلة وتحديداً قرارات مجلس الأمن الدولي: 1559، 1680 و1701 التي تتطابق مع روحيّة الطائف، خصوصاً ما يتعلق ببسط الدولة اللبنانية سيادتها على كافّة الأراضي اللبنانية وحصر السلاح بيدها فقط.

وهذا من شأنه أن يساهم بقيام المؤسسات وألّا تكون الأراضي اللبنانية منطلقاً لتهديد الأمن القوميّ العربي ولا أمن المنطقة بشكل عامّ.

3- تطبيق الإصلاحات عبر إقرار وتنفيذ القوانين لبدء النهوض الاقتصادي والخروج من الأزمة التي تعصف بلبنان منذ 2019 بشكلٍ ظاهر ومنذ 2016 بشكل باطن.

يحمل البيان في طيات سطوره دعوةً واضحة لحثّ لبنان على المُضي نحو العمل والفعل وليس مجرّد الالتزام الكلاميّ أو أن تبقى الوعود والالتزامات حبراً على ورق.

ولهذا كانت السعودية والدول المعنية في الملف اللبناني ترى أنّ الرئيس جوزف عون محلّ ثقةٍ لتولي قيادة البلاد في هذه المرحلة. فمسيرته حافلة بتطبيق القوانين وحماية الممتلكات العامة والخاصة والابتعاد عن الانصياع لطلبات السياسيين في التعيينات والتشكيلات العسكريّة.

كما أنّه كان حريصاً طيلة الفترة التي مضت على عدم وضع الجيش والمؤسسة العسكرية في وجه المواطنين، خصوصاً في مرحلة انتفاضة 17 تشرين 2019. وهذا ما زاد من احترامه في الخارج. ناهيكَ عن إدارته وحرصه على تماسك المؤسسة في خضم الأزمة المالية، فكان تأثير الأزمة على الجيش يكاد لا يُذكر بسبب الإداء الاستثنائي لعون في قيادة الجيش.

اليوم، المطلوب عربياً ودولياً من الرئيس اللبناني هو أن يستكمل ما بدأه في الجيش لكن على نطاق لبنان. وإن كانت مهمته صعبة، لكنّها ليست مستحيلة. ولذلك حرصَ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على تقديم الدعم المعنوي والسياسي للرئيس اللبناني أمام عدسات الإعلام ليقول للجميع إنّ المملكة تدعم ولادة لبنان الجديد التي سيكون مخاضها من نقل تجربة النجاح العسكرية لتكون على مستوى الجمهورية.

يقرأون الآن