صوت غزة والغزاويين..!

لم تكن مفاجأة أن نسمع صوت أهل غزة مدويا مطالبا بإنهاء الحرب، ووقف الإبادة، ومنع التهجير، فالغزاويون لن يقفوا طويلا مكتوفى الأيدي.. صامتين أمام الانقسام الفلسطينى الذى يدفعون هم ثمنه كما قال صوتهم، ورغم المعاناة فقد كانت فرحة العيد لأنهم دخلوا معادلة الحل «لن نقدم دماء أطفالنا قرابين لإسرائيل، أو حتى حماس أو غيرهما».

لقد انتفض قطاع غزة شماله وجنوبه.. انتفض بعد ما شهده من أهوال خلال عام ونصف عام.. منذ أن تفجرت حرب ما يعرف بـ«أكتوبر 2023» وحتى الآن، وقد كان صوتهم موجودا دائما، لكنه كان خافتا لا تسمعه الفصائل فى غزة أو رام الله، ولكن الشعب كان خائفا، وأعتقد أن المظاهرات التى اشتعلت مع نهاية شهر رمضان وعبرت عن تصاعد الغضب الشعبى يجب أن يسمعها العالم أولا، والمنطقة العربية كلها، وتسمعها حماس، والسلطة الفلسطينية كذلك، لأن صوت غزة الذى خرج من تحت الأنقاض من أجل إنقاذ الشعب المدمر هو الصوت النقى العفوي، ويجب الاستماع إليه لوقف الحرب، وتوحيد السلطة الفلسطينية، فلم يعد مقبولا أن تقاتل حماس، أو تناور حتى آخر طفل فى غزة، ولم يعد مقبولا أن يظل قطاع غزة رهنا لمناورات السلطة فى إسرائيل، وأن تظل دماء الفلسطينيين فى غزة تراق على مذبح عودة بن غفير وسموتريتش لحكومة نيتانياهو، ولم يعد مقبولا أن تظل غزة رهينة مبادرات تأتى من هنا أوهناك، سواء للتدمير، أو الإبادة، أو التهجير، أو تصفية القضية الفلسطينية ككل، وقد سمعنا فى البداية صوت العشائر فى قطاع غزة الذين طالبوا بخروج حماس من المشهد السياسى وهو ما لم تستجب له الحركة حتى الآن.

وأخيرا، صوت غزة والمتظاهرين يجب ألا يقع تحت معادلة التخوين، والاتهامات بالتجسس بين الطرفين (فتح وحماس)، لأنه صوت خرج من أفواه الناس بعد المعاناة الدامية، وهو صوت الضمير الإنسانى الحى الذى يحمى القضية الفلسطينية من الإبادة، كما يحميها من التهجير، ويُمّكن الفلسطينيين من أن يعيشوا على أرضهم، ويربوا أبناءهم، كما أن أهل غزة ما بعد الحرب هم غير ما قبلها، ويجب أن نقبل بحلولهم، وآرائهم، ومشاركتهم، فاسمعوا لصوت الفلسطينيين، لأن صوتهم النقى يطرح الحل.

الأهرام

يقرأون الآن