دولي

أذربيجان وأرمينيا توقعان اتفاقية سلام... وترشحان ترامب لجائزة نوبل

أذربيجان وأرمينيا توقعان اتفاقية سلام... وترشحان ترامب لجائزة نوبل

اقترح رئيس أذربيجان إلهام علييف ترشيحا مشتركا مع أرمينيا للرئيس الأميركي دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام بعد توقيع الخصمين اتفاقا يرمي إلى إنهاء عقود من النزاع.

وقال علييف في القمة التي عقدت في البيت الأبيض: "ربما اتّفق مع رئيس الوزراء (نيكول) باشينيان على توجيه نداء مشترك إلى لجنة نوبل لمنح الرئيس ترامب جائزة نوبل للسلام".

وتساءل علييف عن جائزة نوبل للسلام: "إن لم يكن الرئيس ترامب، فمن يستحقها؟".

وأغلقت ترشيحات جائزة نوبل السلام هذا العام في 31 يناير (كانون الثاني)، ولم تُعلن الجائزة بعد. ومؤخرا أعلنت إسرائيل وباكستان وكمبوديا أنها ترشحّ ترامب لنيل هذه الجائزة.

ومن جانبه، شكر علييف ترامب على قراره الذي أعلنه الجمعة أيضا ونص على رفع القيود المفروضة منذ سنوات على التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وأذربيجان.

وأعرب الرئيس الأذربيجاني علييف عن ثقته في استعداد أرمينيا وأذربيجان لإظهار الشجاعة والمسؤولية للمصالحة، مما سيسمح لهما بطي صفحة المواجهة وضمان السلام في جنوب القوقاز.

بدوره علق باشينيان: "أعتقد أن الرئيس ترامب يستحق جائزة نوبل للسلام وسندافع عن ذلك، وسنروج له"، نقلا عن "فرانس برس".

وقف إطلاق نار دائم

وصرّح الرئيس الأميركي ترامب بأنه بموجب الاتفاقيات الموقعة الجمعة في البيت الأبيض تلتزم أذربيجان وأرمينيا بوقف إطلاق نار دائم، واحترام سيادة كل منهما وسلامة أراضيهما.

وقال ترامب خلال حفل ثلاثي في البيت الأبيض مع الرئيس الأذربيجاني علييف ورئيس الوزراء الأرميني باشينيان: "بفضل هذا الاتفاق، حققنا السلام أخيرًا. غادرنا للتو المكتب البيضاوي حيث وقّعنا وثائق مطولة وبنود بالغة الأهمية في الاتفاق".

وأضاف الرئيس الأميركي: "تلتزم أرمينيا وأذربيجان بوقف جميع العمليات القتالية بشكل دائم، وإقامة علاقات تجارية ودبلوماسية، واحترام سيادة كل منهما وسلامة أراضيهما".

وقال ترامب: "تلتزم أرمينيا وأذربيجان وقفا نهائيا للقتال"، وكذلك التعاون التجاري وفتح مجال السفر وإقامة "علاقات دبلوماسية والاحترام المتبادل لسيادة وسلامة أراضيهما".

وتصافح علييف وباشينان تحت أنظار ترامب الذي بدا عليه الرضا، وجرى لاحقا توقيع وثيقة أطلق عليها البيت الابيض تسمية "إعلان مشترك".

وعلّق علييف: "نرسي اليوم السلام في القوقاز"، فيما تحدّث باشينيان عن اتفاق "يمهّد الطريق لإنهاء عقود من النزاع".

وتوجه الرئيس الأميركي إلى باشينيان وعلييف في البيت الأبيض قائلا: "ستكون العلاقة بينكما جيدة جد، وإذا لم تكن كذلك، اتصلا بي وسأصلح الأمر".

وسارعت تركيا للترحيب بالخطوة. وجاء في بيان لوزارة الخارجية التركية: "نرحّب بالتقدّم الذي تم إحرازه نحو إرساء سلام دائم بين أذربيجان وأرمينيا".

وينص "الإعلان المشترك" على إنشاء "منطقة عبور" تمر عبر أرمينيا وتربط أذربيجان بجيب ناخيتشيفان التابع لها غربا.

وأوضح البيت الأبيض أن الممر الذي طالبت فيها باكو منذ فترة طويلة سيسمى "مسار ترامب للسلام والازدهار الدوليين" (واختصار الاسم تريب باللغة الانكليزية). وستتمتع الولايات المتحدة بحقوق التطوير فيها. وسيمكّن ذلك واشنطن من الاستفادة من ثروات المنطقة الغنية بالنفط.

وعندما سُئل مسؤول أميركي كبير عن المكاسب التي ستجنيها أرمينيا من هذا الاتفاق، أفاد أن يريفان ستكسب "أكبر وأهم شريك في العالم، الولايات المتحدة"، لكنه لم يقدم تفاصيل بشأن مسألة منطقة ناغورنو كارباخ الانفصالية الأرمنية الموجودة في أذربيجان، وهي قضية شديدة الحساسية.

وتابع المسؤول الأميركي طالبا عدم الكشف عن هويته: "الخاسرون هنا هم الصين وروسيا وإيران".

صراع طويل

خاضت باكو ويريفان حربين للسيطرة على ناغورنو كارباه، المنطقة الأذربيجانية التي تقطنها غالبية من الأرمن، الأولى عقب سقوط الاتحاد السوفياتي وانتصرت فيها أرمينيا، والثانية في 2020 وانتصرت فيها أذربيجان، قبل أن تستولي باكو على الجيب بكامله في هجوم استمر 24 ساعة في سبتمبر (أيلول) 2023 وأدّى لتهجير أكثر من 100 ألف أرميني منه.

وكانت أذربيجان وأرمينيا وافقتا في مارس (آذار) على نص اتفاق سلام شامل.

لكن أذربيجان قدمت بعد ذلك عددا من الطلبات قبل توقيع الوثيقة، لا سيما إدخال تعديلات على دستور أرمينيا لإزالة أي مطالبة بمنطقة ناغورنو كارباخ.

وأكد باشينيان استعداده لتلبية الطلبات، معلنا نيته إجراء استفتاء دستوري عام 2027، لكن ما زالت صدمة فقدان ناغورنو كاراباخ، المعروفة باسم أرتساخ بالأرمينية، تُقسّم البلاد.

يقرأون الآن