أُسدل الستار على موسم الدوري الإنكليزي الممتاز، بتتويج مانشستر سيتي للمرة الرابعة تواليا، بقيادة مدربه بيب غوارديولا.
وجاء التتويج على حساب آرسنال ومدربه الإسباني ميكيل أرتيتا، الذي كان على مشارف ملامسة اللقب، لولا قطار السيتي الذي دهس الجميع في الأشهر القليلة الماضية.
ورغم خسارة آرسنال السباق في الرمق الأخير للموسم الثاني تواليا، يحسب له ومدربه أرتيتا، أنهم كادوا يفوزون باللقب على حساب أحد أفضل الفرق في التاريخ، لولا بعض التفاصيل الصغيرة.
رجل الإنقاذ
بدأ أرتيتا مسيرته التدريبية مساعدا لغوارديولا في السيتي، قبل أن يتلقى اتصالا من آرسنال بهدف تعيينه مديرا فنيا للفريق، عام 2019.
ومنذ تلك اللحظة، بدأ آرسنال يستعيد هيبته تدريجيا، ويقترب مجددا من أهل القمة، محليا وقاريا، بعد سنوات عجاف، غاب فيها عن الصورة تماما.
ففي الموسم الذي سبق وصول أرتيتا، احتل الجانرز المركز السادس بجدول البريميرليغ، بفارق 37 نقطة عن البطل مانشستر سيتي.
ورغم تعيينه في منتصف موسم 2019-2020، إلا أن المدرب الإسباني استطاع تحسين وضع الفريق قليلا، بالتقدم للأمام تدريجيا، مقلصا الفجوة مع الكبار.
وفي موسمه الأول، تمكن أرتيتا من قيادة الجانرز للعودة لمنصات التتويج، من بوابة كأس الاتحاد أمام تشيلسي، قبل أن يتبعه بلقب الدرع الخيرية بعد أسابيع معدودة، على حساب ليفربول.
وبدايةً من موسم 2020-2021، بدأ أرتيتا يضع يده على نقاط الضعف، ويعمل على سد الثغرات تدريجيا، رغم تحديد سقف ميزانية الإنفاق في سوق الانتقالات.
وبالنظر إلى النتائج، فإن آرسنال كان لا يزال بعيدا عن الصورة، إلا أن بعض الملامح الجديدة بدأت تظهر على الفريق، الذي شرع أرتيتا في تكوينه على مدار المواسم التالية.
بطل غير متوج
أظهرت إدارة النادي اللندني ثقة بالغة في أرتيتا، بفضل العمل الذي بدأ يؤتي ثماره تدريجيا، خاصة على مستوى الأداء، رغم ضعف جودة بعض عناصر الفريق، خلال آخر 4 سنوات.
وبداية من موسم 2022-2023، بدأت ملامح آرسنال الجديد في الظهور بوضوح، وتحول إلى عضو أساسي في قائمة المرشحين للتتويج بلقب البريميرليغ، رغم فارق الجودة مع المان سيتي وليفربول.
لكن عمل أرتيتا قلص هذه الفجوات، حتى أنه كاد يقتنص اللقب الغائب منذ عام 2004، بتصدر جدول المسابقة لمدة تزيد عن 200 يوم، في الموسم الماضي.
وفي هذا الموسم، بينما سقط ليفربول في المحطات الأخيرة من السباق، استمر آرسنال في مزاحمة السيتي، ولولا الخسارة المفاجئة التي مُني بها أمام أستون فيلا، قبل شهر مضى، لربما كان قد توج باللقب.
بالنظر إلى ما قدمه آرسنال خلال الموسم الجاري، سنجد أن أرتيتا نجح بنسبة 100% في إعادة هيبة الجانرز لقلوب الخصوم والجماهير، بعد سنوات توارى فيها عن أضواء المنافسة.
وكان هذا الموسم شاهدا على انتصار الفريق اللندني، في 6 مواجهات من أصل 10 ضد الستة الكبار بالبريميرليغ، بينما تعادل في 4 مناسبات، ولم يخسر أي مباراة، وهو سجل يوضح مدى القوة التي بلغها آرسنال.
بل أن مانشستر سيتي نفسه، خسر 4 نقاط أمام آرسنال وحده.
والأغرب من ذلك، تحقيق آرسنال 28 انتصارا هذا الموسم في الدوري، بالتساوي مع السيتي، وهو أعلى سجل له في موسم واحد على مدار تاريخه، متجاوزا عدد انتصاراته في دوري اللا هزيمة (2003-2004)، حين حصد 26 فوزا، وهو الرقم الذي حققه في الموسم الماضي أيضا.
لكن هذه الأرقام المذهلة، لم تكن كافية لتتويج جهود أرتيتا وفريقه حتى الآن، في انتظار ما ستسفر عنه المواسم المقبلة.