يبدو ألا بوادر تشي باستئناف المفاوضات النووية "قريبا" في فيينا، بعد زيارة المنسق الأوروبي أنركي مورا أمس إلى طهران ولقائه مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية، علي باقري، الذي من المتوقع أن يشرف على فريق التفاوض لدى العودة إلى طاولة المباحثات في العاصمة النمساوية، إذا تمت.
فعلى الرغم من تأكيد منسق الاتحاد الأوروبي لمباحثات فيينا على أهمية زيارته، لاسيما أنها تأتي في وقت حساس، إلا أن مصادر أميركية أفادت بأنها لا تتوقع أن تؤدي تلك الزيارة إلى نتائج ملموسة فيما يتعلق باستئناف المفاوضات النووية، بحسب ما نقل مراسل "وول ستريت جورنال" في بروكسل، اليوم الجمعة، ولعل هذا ما أثبتته الوقائع والتصريحات اللاحقة.
نقاش إيجابي ولكن
فقد أعلنت الخارجية الإيرانية أن النقاش مع مورا كان "إيجابياً" بشأن المفاوضات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني، إلا أنها أكدت في الوقت عينه أن هذا الحديث سيستكمل خلال الأسبوعين المقبلين في بروكسل، ما يعني ألا عودة إلى فيينا في القريب العاجل.
كما أشارت في بيان إلى أن مورا نقل "استعداد الاتحاد الأوروبي للتعاون مع إيران والأطراف الأخرى لمواصلة المباحثات للوصول إلى نتيجة يقبل بها جميع الأطراف". وأوضحت أن الطرفين اتفقا "على مواصلة النقاشات خلال الأيام القادمة في بروكسل".
روسيا تحث على العودة
بالتزامن، واصلت روسيا بالحث على استئناف المحادثات، مؤكدة ألا سبيل غيرها، مع تزايد تشدد اللهجة الأميركية مؤخرا وتلويح واشنطن بـ"خيارات أخرى" في حال عدم عودة طهران سريعا لطاولة المباحثات.
وشكلت الزيارة الأوروبية هذه محور اتصال بين وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، ونظيره الروسي سيرغي لافروف مساء أمس الخميس، وفق ما أعلنت الخارجية الإيرانية.
حلول براغماتية؟!
ونقلت عن أمير عبداللهيان قوله إن المباحثات مع مورا كانت "إيجابية"، وإن الطرفين يرغبان بمواصلتها لـ"التوصل إلى حلول براغماتية للمشاكل الراهنة" المتعلقة بمباحثات فيينا. وأشار إلى أن اجتماع بروكسل سيعقد "خلال الأسبوعين المقبلين".
إلا أن الوزير الإيراني لم يوضح أكثر المقصود بالحلول البراغماتية، علما أن بلاده كانت طالبت سابقا برفع جميع العقوبات الأميركية التي فرضت عليها، فضلا عن الإفراج عن بعض الأرصدة الإيرانية في الخارج كبادرة حسن نية.
وكان مورا أكد ليل الأربعاء أنه سيشدد في طهران على "الضرورة الملحّة لاستئناف المفاوضات"، معتبرا أن زيارته تأتي في توقيت "دقيق".
يذكر أن الدول الغربية التي لا تزال منضوية في الاتفاق المبرم بين طهران والقوى الكبرى في العام 2015 (فرنسا، وبريطانيا، وروسيا، والصين، وألمانيا) والذي انسحبت منه واشنطن قبل ثلاثة أعوام، حضت بشكل متواصل خلال الشهرين الماضيين على العودة إلى التفاوض في العاصمة النمساوية، بعد أن توقفت المحادثات في يونيو الماضي، عقب 6 جولات لم تفضِ إلى توافق على جميع القضايا العالقة.
العربية