أعلنت الإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سوريا خروج سد تشرين، أحد أهم السدود الحيوية في المنطقة، عن الخدمة بشكل كامل إثر استهدافه من قبل القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها.
جاء ذلك بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والقوات التركية في محيط السد، الواقع جنوب بلدة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا.
تداعيات إنسانية واقتصادية
ووفقًا لمراسل "سكاي نيوز عربية"، هجار السيد، فإن سد تشرين الذي يخزن نحو 1.8 مليار متر مكعب من المياه ويغذي مناطق عديدة منها منبج، كوباني، وصرين بالمياه والكهرباء، قد توقف عن العمل تمامًا.
وأكد هجار أن خروج السد عن الخدمة يهدد حياة مئات الآلاف من السكان، حيث قال: "بهذا الإعلان، يمكننا القول إن المدن والبلدات التي تعتمد على السد أصبحت بدون كهرباء أو مياه، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة".
في ظل هذه التطورات، استمرت الاشتباكات بين قوات قسد من جهة والقوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة أخرى، وأشار مراسلنا إلى أن محاولات الفصائل التقدم باتجاه السد لا تزال مستمرة، في حين أكدت قوات قسد أنها تصدت لتلك المحاولات.
من جهة أخرى، قُتل خمسة عناصر من الفصائل الموالية لتركيا أثناء محاولتهم التسلل إلى مواقع قسد في بلدة دير حافر بريف حلب الشرقي، وفقًا لبيانات ميدانية.
استهدافات أخرى وتصعيد مستمر
إلى جانب استهداف السد، تعرضت مستودعات الحبوب جنوب كوباني لقصف من طائرة مسيّرة تركية، دون تسجيل إصابات بين المدنيين أو عناصر قسد.
كما شهدت مناطق أخرى، منها تل تمر وعين عيسى، قصفا مدفعيا مكثفا من قبل الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، ما أدى إلى أضرار مادية ومحاولات مستمرة للتقدم في هذه المناطق.
تحركات عسكرية وتحشيدات تركية
بحسب هجار السيد، فإن التحشيدات العسكرية التركية قرب الحدود السورية، وخاصة في منطقة سوروج المحاذية لمدينة كوباني، تشير إلى نوايا تصعيدية.
وأوضح أن الفصائل المدعومة من تركيا تسعى لقطع الطرق الحيوية ومحاصرة كوباني قبل بدء أي هجوم موسع على المدينة.
ومع تصاعد التوتر العسكري واستمرار الاستهداف التركي للبنى التحتية الحيوية في شمال سوريا، يبدو أن المنطقة تواجه أزمة إنسانية حادة قد تتفاقم في ظل انعدام حلول سياسية قريبة.
ويبقى السؤال حول قدرة المجتمع الدولي على التدخل لوقف هذا التصعيد وحماية المدنيين من تداعياته الكارثية.