إن مفهوم الوطنية يعني ذلك الانتماء العاطفي والوجداني، الذي يحمله الإنسان في قلبه تِجاه وطنه، ويعبّر عنه بأشكال متنوعة من الأفعال، وهذا الإحساس يولد مع الإنسان على هذه الأرض ونشأته فيها، فالوطنية إذاً هي حب الوطن، والمحافظة عليه، والعمل من أجل ازدهاره والارتقاء به، والمواطنة في اللغة من الوطن، وهو مكان إقامة واستقرار وعيش الإنسان. وتزامناً مع أعياد الكويت الوطنية والتحرير، قامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتخصيص خطبة يوم الجمعة، التي عرضها التلفاز الكويتي يوم الجمعة، الموافق 21/2/2025، عن "الوطنية" وطرق تحقيقها طاعةً لأوامر ديننا الحنيف، وأبدع الخطيب في توضيح الأهمية القصوى للوطنية في حفظ الوطن، وهذا بالفعل المعنى الحقيقي للوطنية، وتوضيح ما تحتويه هذه الكلمة من انتماء للوطن وتمسّك بشرعيته، وتجنّب ما يسيء له من أفعال كالفساد بجميع انواعه.
إن الوطن نعمة عظيمة، فقد فطر الله جميع مخلوقاته على حب أوطانهم والحنين إليها عند البعد عنها. ولقد تضمنت الخطبة أن من مستلزمات حب الوطن: المحافظة على نعمة الأمن والأمان، من خلال وحدة الصف، ونبذ الخلافات، والبعد عن الكراهية بسبب اختلاف الآراء وتنوّع الاعتقادات، والحرص على وحدة الصف ومحاربة الفساد بكل أنواعه وتعدد أساليبه.
إن ديننا الحنيف يدعو إلى الوحدة الوطنية، والحفاظ على أمن البلاد وسلامتها، ونحن ـ الكويتيين ـ عشنا في فترة الغزو العراقي الغاشم على وطننا الغالي مأساة فقداننا الأمن والأمان، وافتقدنا رغد العيش ورفاهية الحياة، التي كنا ننعم بها، ولهذا فإننا نعرف جيداً ماذا يعني فقد الوطن.
إن هذه الخطبة، من وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، هي بهدف ترسيخ مفهوم التسامح، وتقبّل الآخر، واحترام كل أطياف المجتمع مهما كانت اعتقاداتهم وتنوّعت أفكارهم، وتعدّدت اتجاهاتهم، فديننا الإسلامي يوحدنا، وحب الوطن يجمعنا، لنكون صفاً واحداً أمام الفساد والفتن والاختلاف في الآراء.
إن دور وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في توجيه المواطنين من كل الأعمار والتوجهات، يلزمها بأن تُقيم لقاءات ومحاضرات بمضمون خطبة الجمعة في المدارس والجامعات والمعاهد، لترغيب الطلاب والطالبات في الالتزام بما جاء به ديننا الإسلامي من دعوة الى التسامح، والتمسّك بما ورد في القرآن الكريم وسنّة الرسول الكريم، فهذا ما قام عليه المجتمع الكويتي منذ القدم، وما زال، وسيظل كذلك للأبد، وحتماً سيحقق ديننا الحنيف الوحدة الوطنية والأمن والأمان في مجتمعنا.
القبس