منذ الساعات الأولى لسقوط نظام بشار الأسد، لم تتوقّف العمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا، وآخرها ما رصده المرصد السوري لحقوق الإنسان من توغّل لقوة مشاة إسرائيلية في الطرف الجنوبي من قرية معرية، الواقعة في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي.
يأتي هذا بعد قصف جوي استهدف خلال اليومين الماضيين مواقع عسكرية ومناطق مدنية في محافظتي القنيطرة ودرعا، بالإضافة إلى ريف حمص الجنوبي، مما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وترافق ذلك مع توغّل للقوات الإسرائيلية في المنطقة الفاصلة بين بلدتي العشة والرفيد في ريف القنيطرة بمشاركة أكثر من 30 دبابة وجرافة وعربة عسكرية مصفحة، وصلت تحت غطاء جوي إلى سرية الجاموس. وقامت هذه القوات بجرف مواقع عسكرية تابعة للنظام السابق، أبرزها سريّة أبو درويش قرب بلدة الناصرية.
وإسرائيل التي تهدف وفقاً لتصريحات مسؤوليها إلى منع أي تمركز عسكري عند حدودها، نفذت منذ بداية شهر آذار سلسلة من العمليات العسكرية التي شملت اقتحام مواقع عسكرية، ومداهمة وتفتيش المنازل في قرى مثل جباثا الخشب، جملة، ومجدوليا، واعتقال مدنيين، بالإضافة إلى تفجير مخازن الأسلحة التي كانت تتبع سابقاً للمجموعات العسكرية المدعومة من إيران، وفقاً للمرصد السوري.
إلى ذلك، بدأ الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الخميس مناورات عسكرية واسعة النطاق في الجولان السوري المحتل، تخللها سماع دوي انفجارات وحركة نشطة للآليات العسكرية.
وتحتفظ إسرائيل "بشريط أمني يبلغ عرضه 15 كيلومتراً في بعض المناطق جنوبي سوريا، ويسيطر على أكثر من 40 ألف سوري في داخل المنطقة العازلة السورية المحتلة"، وفقاً لإذاعة الجيش الإسرائيلي.
ويبقى السؤال، هل تهدف إسرائيل إلى تغيير موازين القوى في جنوبي سوريا وتهجير سكانه كجزء من مخطط تطهير ديموغرافيّ للمنطقة؟.